الذي ألقاه الإبراهيمي في نادي الإخوان المسلمين، وعن نشاط مكتب جمعية العلماء بمصر وزواره الذين لا يكاد ينقطع سيلهم، ولاسيما حجاج المغرب العربي، وأعيان الشرق أمثال الحاج أمين الحسيني ومحيي الدين القليبي، وللوفد صور مع الإبراهيمي والحسيني والورتلاني وبعض شيوخ الأزهر، وأخيرا حيا الغسيري من استقبلهم وقدم لهم النصائح وهم في الطريق من قسنطينة إلى المشرق، كما حيا مصر ورجالها ومواقفها في الدفاع عن العروبة والإسلام، ولم تتحدث الرحلة - في الأجزاء التي اطلعنا عليها - عن شخصيات من أمثال الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ولا عن زعماء مكتب المغرب العربي من أمثال محمد خيضر وأحمد بن بلة والحسين آيت أحمد، فهل كان لعلاقة هؤلاء الباردة بالشيخ الإبراهيمي دخل في السكوت عنهم أو أن نشاطهم كان ما يزال محدودا؟ (١)
في رحلة الغسيري لقطات هامة جديرة برحالة دقيق النظر يتمتع بحاسة لاقطة للناس والأشياء، ولا نستطيع أن نلم بها جميعا هنا ولكننا نذكر هذه المقارنات الموحية، ففي إحدى الحلقات قارن الغسيري بين أهل جبل لبنان وأهل جبل الأطلس: فلاحظ أن الطفل يجد المدرسة في الأول ولا يجدها في الثاني بينما الطبيعة جميلة في الجبلين، واشتكى من أن المسافر المسلم بعد قيام دولة إسرائيل لم يعد يستطيع حتى التحليق فوق فلسطين، بينما اكتفى العرب برفع قضيتها إلى الأمم المتحدة.
وجد الوفد العائد من الحج مع الشيخ الإبراهيمي في استقباله في مطار القاهرة عبد الله الجابر الصباح وزير المعارف الكويتي والجالية الجزائرية وعلى رأسها الورتلاني وطلبة البعثة وأحمد طالب نجل الإبراهيمي وجماعة من علماء الأزهر، وبعد استراحة في مكتب جمعية العلماء توجهوا إلى منزل عبد العزيز العلي، أحد أعيان الكويت، ضيوفا على مائدته، وظلوا أسبوعا في مصر وهم