فيهم بعض زعماء الإخوان المسلمين، منهم عبد المعز عبد الستار، وانتهى الحفل بنشيد (شعب الجزائر مسلم) الذي نظمه ابن باديس، وهو النشيد الرسمي لجمعية العلماء، وبعد أن وصف الغسيري أحداث الرحلة ومراحلها بالتفصيل انتهت المهمة ورجع الوفد إلى الجزائر، أما الغسيري فقد اغتنم الفرصة وذهب لأداء فريضة الحج مع الشيخ الإبراهيمي فزاد في وصف رحلته إلى السعودية وأداء مناسك الحج ولقاء شخصيات إسلامية أخرى، وتحدث عن توقفهم في بيروت ونشاطهم السياسي والدعوى والفكري ثم عودته إلى مصر، فالجزائر (١).
فيما يخص مرحلة القاهرة فمكة فبيروت ذكر الغسيري أن الإبراهيمي قد تلقى دعوة من الأمير مسعود الذي أصبح هو نفسه الملك سعود، توجه الغسيري من القاهرة إلى جدة، فكان رفيق الإبراهيمي وتلميذه وكاتبه الخاص، خرجا من مكتب جمعية العلماء بالقاهرة محرمين وودعهم في المطار شباب البعثة الطلابية الجزائرية ومدرسوهم، ثم وصف مناسك الحج والاحتفالات المرافقة في مكة ورجوعه إلى القاهرة، ومما يلاحظ أن الغسيري الذي كان يحس بالاضطهاد والقمع الاستعماري في بلاده اغتنم فرصة وجوده في المدينة المنورة وشكا للرسول (صلى الله عليه وسلم) حاله وحال الإسلام مع النصرانية وضعف المسلمين إزاء الأوربيين في بلاده، شكا له من ضياع الأوقاف وادعاء فرنسا أنها دولة إسلامية ومن انعدام التعليم الديني ... حتى بعد قانون ١٩٤٧ أو ما سمي بدستور الجزائر، وهي مناجاة سياسية مقصودة.
لقد انتهت الرحلة بزيارة الرئيس المصري الجديد اللواء محمد نجيب الذي أحسن استقبالهم وأخذوا معه الصور، وأهداهم صورته، بينما هم أهدوه شعار الكشافة الإسلامية الجزائرية، وأخيرا توجهوا إلى دار الإذاعة المصرية وسجلوا كلمات وأناشيد أذيعت في حينها، تحدث الغسيري عن درس الثلاثاء
(١) نشرت الرحلة في أعداد مختلفة من البصائر، منها ٢٤٠، ٢٤١، ٢٤٢، ٢٥٢، ٢٥٦، ٢٥٧ إلخ.