للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكل خليل لا يدوم له عهد ... أم انفردت في حل ما عقدت هند

أراها استحالت حالها وتنكرت ... معارفها والطرف عني مرتد (١)

وقد كاد الشعر الفصيح الذي عثرنا عليه ينحصر في عائلة الأمير خلال القرن الماضي. فإلى جانب الطيب بن المختار، هناك عائلة بوطالب، وأبناء الأمير، سيما محمد ومحيي الدين وعبد المالك. فلماذا ذلك؟ إن هناك بعض العائلات قد توارثت الشعر أيضا، مثل ابن بريهمات، ولا سيما شعر المدح، ولكن ما توصلنا إليه لا يدل على قصائد كثيرة وعلى تنوع مراتع الشعراء، باستثناء الشعر الصوفي طبعا. وقد لاحظنا أن اسم الأمير قد ورد في شعر أحمد بوطالب، ولكنه جاء عرضا، فقط عند ذكر (الإحسان) الفرنسي وإطلاق سراحه. فهل كان أقارب الأمير لا يمدحونه خوفا من الفرنسيين؟ وها هو أحد متعلمي تلمسان، واسمه ابن مزيان، مدح الأمير بقصيدة لا ندري تاريخها الآن. وهي غير منشورة على ما نعلم قبل المصدر الذي نقلنا عنه؛ يقول ابن مزيان:

بشراك ما شرب كأس المجد في شرف ... في حضرة حفها قطب وأبدال

أنت الإمام وابن الإمام وابن الذي ... لولاه ما أرسلت للناس أرسال

هذا الذي أدب الأبطال في كبر ... كما تؤدب أولاد وأطفال (٢)

وواضح أن الشاعر يمدح الأمير بالشرف والدين والتصوف في حضرة حفها قطب وأبدال. ولكنه في البيت الأخير أعطى للأمير حقه في الجهاد وتحرير البلاد. ولا ندري ما إذا كان للشاعر قصائد أخرى على هذا النمط. ومن الملفت للنظر أن الأمير لم يدخل أدبيات الشعر إلا بعد الاستقلال. ورغم شهرته في العالم وعند الفرنسيين خاصة، فإنه قد غيب عن الجزائريين قصدا، وأصبح اسمه كأنه عنقاء مغرب.

وفي حدود ١٨٣٧ (١٢٥٢ هـ) كان حمدان خوجة في إسطانبول


(١) نفس المصدر، ص ١٤٣. وقد أجابه عنها الأمير بقصيدة بنفس الوزن والقافية.
(٢) نفس المصدر، ص ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>