للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاجئا. وقد ألف كتابه (إتحاف المنصفين) وأهداه إلى السلطان محمود الثاني مع قصيدة في مدحه، مطلعها:

تخيرت (محمود) المعالي على الكبر ... ويممت ساحات الندى راحة البشر

وكان خوجة قد تجاوز الستين سنة، وقد عاش حوالي عشر سنوات بعد ذلك، ووجد في العاصمة العثمانية عملا واحتراما (١).

وفي أواخر القرن اشتهر عاشور الخنقي بالأمداح. وقد ذكرنا أنه خصص شعره لمدح الأشراف والمنافحة عنهم وهجو من يتعرض لهم.

ومن تقاليد الجزائريين أن الذي يختم تفسير القرآن الكريم أو صحيح البخاري أو عقيدة السنوسي في التوحيد يتقدم إليه الشعراء ليلة الختم بالمدح في حفل مهيب يقام لهذا الغرض في أحد المساجد. ومن ذلك احتفال العلماء والشعراء بختم الأمير عبد القادر (أم البراهين) للسنوسي سنة ١٨٣٧ في المدية. وكان قدور بن رويلة، وهو أحد كتاب الأمير، من الذين مدحوه شعرا (٢).

وكان الشاعر أحمد بوطالب الغريسي الذي ذكرناه بالنسبة للشعر السياسي قد مدح الشيخ علي بن الحفاف، مفتي المالكية في الحزائر (ت ١٣٠٧/ ١٨٨٩) وهنأه بختم الحديث الشريف. وكان ابن الحفاف من أنصار الأمير عبد القادر أثناء المقاومة، فالارتباط بين عائلة بوطالب وابن الحفاف ربما يرجع إلى ذلك التاريخ. ومهما كان الأمر، فإن قصيدة أبي طالب تبدأ:

ختم الحديث له الأكوان تفتح ... لا سيما ما ببدء الوحي مفتتح (٣)


(١) انظر (إتحاف المنصفين والأدباء) تحقيق محمد بن عبد الكريم ١٩٦٨. ولحمدان خوجة قصيدة أخرى في مدح أحد شيوخه (محمد بن علي الجزائري) نظمها في لندن، سنة ١٨١٤.
(٢) محمد طه الحاجري (جوانب من الحياة العقلية)، ط. القاهرة ١٩٦٨، ص ٧٨، و (تحفة الزائر)، ١/.
(٣) تعريف الخلف ٢/ ٩٣، ذكر منها ١٣ بيتا.

<<  <  ج: ص:  >  >>