للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحوال حين ارتفع الأسافل وانخفض الأعلون، وأصاب الجهل كيان الشعب ودبت في أوصاله أدواء كثيرة، وما الخلاص إلا في اليقظة والعلم لنفي التهمة عن الإسلام من أنه دين التخلف. ولم يهاجم ابن الموهوب الإدارة ولم يتداخل في السياسة، بل كان لسان حاله هو شكر الإدارة على فتح مجال التعليم. وهذه أبيات من القصيدة:

صعود الأسفلين به دهينا ... لأنا للمعارف ما هدينا

رمت أمواج بحر اللهو منا ... أناسا للخمور ملازمينا

أضاعوا عرضهم والمال حبا ... لبنت الحان فازدادوا جنونا

ألا يا دهر يكفي ما بلينا ... به من نشر ذي الأمراض فينا

أليس اليسر يأتي بعد عسر ... فهل كان الشقاء لنا قرينا

ينادينا الكتاب لكل خير ... فهل كنا لذلك سامعينا

إن الموضوعات التي عالجها ابن قدور والزريبي وابن الموهوب قبل الحرب العالمية الأولى ستظهر بقوة في شعر محمد العيد وأبي اليقظان والعقبي والزاهري وأضرابهم بعد هذه الحرب. وقد احتل الشعر الإسلامي والإصلاحي جانبا كبيرا من شعر محمد العيد. وتناول ذلك بعض الدارسين له أمثال محمد بن سمية. كما أن موضوعات المرأة والأطفال المشردين والفقراء والأغنياء والمآسي الاجتماعية قد أخذت حظا وافرا عند الشاعر محمد العيد. ومعظم الشعراء قد عالجوا موضوع التعليم بطرق مختلفة (١). لم تعد الدعوة إلى العلم هكذا، ولكن إلى التعليم العربي والحضارة الإسلامية ونشر الماضي، وتكوين رجال ونساء الغد. وأنت ستجد في شعر أحمد سحنون والصادق خبشاش وأبي بكر بن رحمون رصيدا كبيرا من هذا


= وقد شرحها المجاوي ونشر الشرح في مطبعة فونتانة سنة ١٩١٢، وفي طبعة جريدة الشعب أخطاء يبدو أنها مطبعية.
(١) سنة ١٣٤٨ (١٩٢٩) نشر محمد العلمي قصيدة في العلم والتعليم في (تقويم المنصور) لأحمد توفيق المدني، السنة الخامسة. ومطلعها:
بدا طالع الإرشاد في مشرق البدر ... فأشرقت الأنوار في جنة العصر

<<  <  ج: ص:  >  >>