سنسير في هذا الفصل على منوال فصل التاريخ في الجزء الثاني. فنذكر أهم ما طرأ على مفهوم التاريخ وما تفرع منه من تغييرات، ثم ندرس التواريخ العامة أو التي ليس لها علاقة مباشرة بتاريخ الجزائر، والغرض من ذلك هو معرفة الميادين التي اهتم بها المؤرخون الجزائريون في عهد الاحتلال. وبعد ذلك نذكر تاريخ الجزائر بصفة عامة، سواء بدأ المؤرخ كتابه من القديم أو بدأه من مرحلة متأخرة أو كان شاملا لكل العصور. وقد احتل التاريخ المحلي قسما هاما في هذا الكتاب لأننا رأينا أن المؤرخين قد اهتموا بمناطقهم دون قطرهم، وهي طريقة تقليدية من جهة وموجهة من قبل المحتلين من جهة أخرى. وتسهيلا للبحث قسمنا التاريخ المحلي إلى ما يتعلق بالغرب الجزائري وما يتعلق بالشرق ثم بالجنوب.
وكما فعلنا في الجزء الثاني خصصنا فقرات من هذا الفصل للأنساب أيضا. وقد عثرنا على نماذج من ذلك تدل على أن النسابة كانوا حريصين على تسجيل أصولهم. وكان الأشراف والمرابطون ورجال التصوف والارستقراطية حريصة على تخليد ذكرها في وقت فقدت فيه كل النفوذ السياسي والاقتصادي.
ويتصل بذلك أيضا. الحرص على تسجيل المناقب أو التراجم المديحية التي تأتي عادة من وحي الإعجاب بل التقديس أحيانا. وليس كل ما كتب في هذا الباب داخله في المناقب، بل منه ما يدخل فقط في التراجم العادية. ولكن هذا النوع من الإنتاج غير كثير، كما سنرى. وأنت ترى أن المناقب والتراجم تتفق في أمور وتختلف في أخرى.
وللرحلات في هذا الفصل مكانة بارزة، ولكننا لاحظنا أن هذا الانتاج