المساندة لتحقيق مشروعه، وإذا كنا قد رأينا نسخة من رسالته فإننا لم نطلع على رد السلطات المصرية عليها، وقد امتلأت رسالته بالوعود والحماس ومدح الزعيم المصري والأمة العربية والضرب على وتر المرحلة (١).
أما كتبه في التاريخ فقد ظهرت بعد هذا المشروع الذي يبدو أنه لم ينجح فيه، ونبادر إلى القول إننا رأينا بعض كتبه ونحن طلاب ستوات الخمسينات في طبعتها الأولى، ثم رأينا بعضها حديثا في مكتبة الجامعة الأردنية، ولكننا لم نر منها في الجزائر سوى الطبعة الثانية، أي طبعات ما بعد الاسقلال، وهذا قد يكون طبيعيا، لأن كتبه لم تدخل الجزائر أثناء الثورة لحدة لهجتها ضد الاستعمار، ولكتبه عناوين متقاربة ومحتويات مكررة وأسلوب بعيد عن روح التاريخ، كما أشرنا.
فهذا كتاب: الجزائر عبر الأجيال، ظهر في طبعته الثانية سنة ١٩٦٣ بالجزائر، وهو يحمل على غلافه عبارة مسعود مجاهد، القاضي المتقاعد، وقد ركز فيه على فكرة النقابات ودورها مثل الاتحاد الفرنسي للعمال المسيحيين، والاتحاد العام للعمال الكادحين ... ويقول إن اندماج العمال الجزائريين في النقابة الأخيرة قد أفاد الثورة وإن هذا (الكفاح جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائر)(ص ٧٤)، وبعد الإهداء جاء تقديم الكتاب من قبل السيد أسعد بيوض التميمي مدير دار الأيتام الإسلامية الصناعية في القدس الشريف، وقد قال فيه إن مجاهد قد ساهم في كتابة تاريخ الجزائر وإنه مسجل في نقابة المحامين الأردنيين، وإن كتابه (الجزائر عبر الأجيال) قد أوضح تاريخ الجزائر (من أيام الأمير عبد القادر إلى يومنا هذا) وهو كتاب مرجع للمؤرخ وحريق للظالم.
أما منهج السيد مجاهد في هذا الكتاب وغيره من كتبه فلم يعتمد على الفصول والأبواب، وقد بدأه من الفتخ الإسلامي إلى ما بعد الاستقلال (ونحن هنا نتكلم عن الطبعة الثانية)، وألم فيه بخصائص الشعب الجزائري، ومن
(١) انظر عن هذا الموضوع فقرة الصحافة في فصل الإعلام.