للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن النبوة قد لاحت شواهدها ... كيف المحالة والأنوار لم تزل

في خالد بن سنان البدر ... سيدنا أخصه بسلام رائق حفل

لله ما حاز من عز ومن ... شرف نال الرسالة يا ناهيك بالرسل

أنواره سطعت فوق الربى وبدت ... على الفيافى وفوق السهل والجبل

وقد أكد الأخضري أن النبي خالد قد سكن الغرب (يعني الجزائر) وأن قومه قد ضيعوه وأن أهل الجزائر أيضا لم يحتفظوا به وأنهم قوم يحتقرون العظماء، لذلك دعا إلى تعظيمه والتبرك به وزيارته والاستغاثة به عند الشدائد (١)، وقد انتشرت القصيدة وأثرت في الناس. كما أن أحد تلاميذ الأخضري، وهو عبد العزيز بن مسلم، قد قام بتخميسها. ومما جاء في تخميس البيت الثاني قوله:

كم من غشوم ظلوم ظل قاهره ... وكم ضعيف عفيف ظل ناصره هذا الرفيع المنيع الجار حاضره ... جلت مشاهده عزت دوائره

ما خاب زائره في الصبح والأصل (٢)

وقد انتشر أيضا الشعر الصوفي. ومن ذلك قصيدة (حزب العارفين) الملحونة التي نظمها موسى بن علي اللالتي، وهي التي شرحها، كما عرفنا، محمد بن سليمان في كتابه (كعبة الطائفين)، وقصيدة حزب العارفين تتحدث

عن أهل الصلاح من الأولياء والصالحين وعن أهل الطلاح من الأشرار

الفاسدين، ويتأسف صاحبها على العهود الغابرة حين كانت الكلمة للأولياء ورجال الخير. كما اشتهر بشعر التصوف محمد ساسي البوبي. فقد أخبر عبد الكريم الفكون في (منشور الهداية) أن لمحمد ساسي شعرا


(١) القصيدة مذكورة في المصدر السابق، وكذلك في (الرحلة الكبرى) للناصري، مصورة في الخزانة العامة بالرباط، رقم ٢٦٥١ د، وقد زار الناصري سيدي خالد واجتمع بطلبتها، ٨٣ - ٨٤، وعدد أبياتها ورسمها يختلف من مصدر إلى آخر.
(٢) (العقد الجوهري)، مخطوط، وقد اكتفى أحمد بن داود بإيراد تخميس خمسة أبيات فقط وقال إنه تخميس (قليل الوجود).

<<  <  ج: ص:  >  >>