للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميزاب، ولكن عقيدة الشيخ كانت موجودة سواء عند أهل المذهب الإباضي أو عند أتباع المذهب المالكي بالناحية، ذلك أن الشيخ أطفيش مثلا كان (قطبا) عندهم وإن لم تبلغ العقيدة فيه ما بلغته عقيدة الشيخ في بعض الطرق الصوفية، فقد كان قطبا في العلم والعمل ليس في التصوف والزهد، ويبلغ الاحترام عند بني ميزاب لشيوخهم مبلغا كبيرا، ولكن ليس عندهم أوراد ولا حضرات ولا زيارات كما هو حال معظم الزوايا في المناطق الأخرى.

لكن انتشر بينهم تقديس بعض المقامات والأضرحة والأماكن التي يعتقدون فيها البركة والأسرار الخفية، وهذا لا يكاد يختلف عما هو موجود في المناطق الأخرى، وقد قام بعض الباحثين بدراسة لهذه الظاهرة في وادي ميزاب فوجد بعض المقامات والأضرحة والخرائب والرموز التي يتردد عليها أهل كل بلدة ويعتقدون فيها العقائد المختلفة في الضر والنفع، وذكر مسجد الشيخ أبي عبد الرحمن القرطبي الذي قيل إنه كان معتزليا ثم تمذهب بالمذهب الإباضي، وكان قبره يزار وتقدم عنده الصدقات، وخرائب تيميزيرت في مليكة وبونورة، ومقام سيدي عيسى في غرداية، وضريح الشيخ أبي محمد في بني يزقن، وضريح الشيخ زكريا في العطف، ومقام الشيخ العرفجي الذي قيل إنه من وادي ريغ (١). وقبة الشيخ عمي سعيد، ومقام الشيخ محمد بن الحاج بلقاسم، ومشهد عجاين على هضبة مليكة، وغارداية، وهناك كثير غيرها.

أما في ناحية متليلي فتوجد أماكن محترمة بل مقدسة للشيوخ وآثارهم المتمثلة في القباب والمساجد والمزارات، من ذلك مقام الشيخ السايس بن بوبكر، وضريح مولاي سليمان بن مولاي محمد، زعيم أشراف متليلي، كما توجد جبانة خاصة بالشرفة، وكانت محل أدعية وزيارات سنوية، وزاوية


(١) في مدخل سوف من جهة طريق بسكرة مكان يعرف بالعرفجي، وفيه نخيل وبعض السكان، ولا ندري صلته باسم العرفجي الموجود في ميزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>