للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والده بعد رجوعه من الحج وليس منها، على حد علمنا، ما تعرض إلى مسألة الماسونية (١).

وبينما سكت صاحب (التحفة) تماما عن هذه المسألة نجده قد ذكر أن الجمعية الماسونية الفرنسية قد كتبت إليه رسالة شكر ومدح على تدخله لإطفاء فتنة الشام ونوهت بانتصاره للتمدن والإنسانية، واعتبرته (العربي الوحيد) الجدير بهذا الاسم، واعترفت أن أوروبا قد أخذت الكثير عن (الجنس العربي) الذي هو اليوم نائم، وتنبأت بأن العرب سيستيقظون. وقالت إنها إذ تبعث إليه بالرسالة فإنما تعتبرها إشارة رمزية فقط لأنها في الحقيقة لا تساوي شيئا إزاء خصاله (٢). وليس هناك أيضا إشارة إلى محفل الشرق ولا اسم الاسكندرية ولا تاريخ ١٨٦٤. ولا نظن أن موضوع الماسونية قد بقي (سرا) عند الأمير، فقد ترك الأمير أوراقه جميعا لابنه. وكان هنري تشرشل قد ذكر الموضوع أثناء حياة الأمير نفسه - انتهى من كتابه سنة ١٨٦٧ - . إن سكوت صاحب التحفة عنه وسكوت المادحين للأمير يدل على أن انتماء الأمير للماسونية قد يكون فقط من الإشاعات، مثل ترشيح الأمير للإمارة العربية (٣).

أما الشيخ طاهر الجزائري الذي أصبح علما يشار إليه في العلوم العربية والإسلامية، وكان من قادة الرأي والفكر في بلاد الشام وفي مصر والعراق،


(١) (تحفة الجزائر)، ٢/ ١٤٥.
(٢) تاريخ هذه الرسالة من باريس ٢ أكتوبر ١٨٦٠. أي قبل حجه وتوقفه بالإسكندرية بأربع سنوات. وقد جاء في (تحفة الزائر) أيضا اسم (الجمعية الأمريكية الشرقية) التي أرسلت إلى الأمير نسخة من الكتاب الذي ألفته سنة ١٨٦١ بعنوان (تاريخ العالم) مع تعيينه عضوا شرفيا فيها، (التحفة) ٢/ ١١٢. كما أن (جمعية أبناء الوطن) بلندن قدمت إلى الأمير رسالة تنويه أثناء زيارته لبريطانيا، نفس المصدر، ٢/ ١٦٠.
(٣) لم نجد أية إشارة أيضا إلى مسألة الأمير والماسونية في كتاب عادل الصلح (سطور من الرسالة) الذي عنى فيه بعلاقة الأمير بالحركة الاستقلالية العربية، بيروت، ١٩٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>