للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٣٨ كان يقف بين القومية العربية وبين المذهب الغربي، فالنزاع في نظره بينهما لا أكثر (١).

وهكذا استمر الفرنسيون في الاهتمام الظاهري بالزواوة دون الاستجابة لمطالبهم. ورغم أن وفد القبائل في مجلس الوفود المالية قد طالب بإلغاء العرف وتطبيق الشريعة الإسلامية، كما ذكرنا، فإن مارسيل موران (أستاذ الشريعة الإسلامية والعرف البربري بكلية الحقوق) ذهب إلى حد التصريح بأن القبائل كانوا يرفضون الشريعة القرآنية تماما (٢). ولذلك أعلن عن التنازع بين الشريعتين أيضا! والغريب أن موران هذا هو الذي عهدت إليه إدارة الشؤون الأهلية بتدوين الفقه الإسلامي أوائل هذا القرن.

وبينما كان الزواوين يطالبون ككل الجزائريين باللغة العربية في المدرسة وفي القضاء، كان بعض الكتاب الفرنسيين والإدارة يرفضون ذلك قائلين إن لغة بربرية - ويسميها ديبارمي البوربري Beurbri - هي التي تمثل اللهجة الجزائرية، وهي لغة غير العربية وغير البربرية أيضا .. أما سيرفييه فيقول إن هذه الدارجة الجزائرية هي خليط من الفينيقية، ولم يحملها معه أي فاتح مسلم. وأما الإدارة فقد أجابت الوفد القبائلي المطالب بتدريس العربية بمقالة ويليام مارسيه، وهي أن (تعليم العربية الدارجة أو الفصحى في منطقة القبائل سيكون ضرره أكثر من نفعه) (٣). وقد وقف كل من كومبس وجان مير ضد نشر العربية في زواوة (٤).

وقد تصدى علماء زواوة والمناضلون السياسيون لهذه المخططات الميكيافيللية وأفشلوها. ولم وتجد الفرنسيين نفعا، لا النظريات (العلمية)


(١) جوزيف ديبارمي، إفريقية الفرنسية - الملحق، AFS، ١٩٣٨، ص ١٩٤? ١٩٩. عن حسني لحمق انظر أيضا مالك بن بني (المذكرات). وكان يعرفه في باريس. وعن رأي ابن نبي في عمار نارون وأمثاله انظر (المذكرات)، ص ٢٢٧.
(٢) آجرون الجزائريون ... ج ٢/ ٨٨٧.
(٣) نفس المصدر، ص ٨٨٣.
(٤) كان كومبس وزيرا للتعليم وجان مير مديرا للتعليم (الأكاديمية) فى الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>