للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله الذي دل عليه ... إيجادنا ثم افتقارنا إليه

وبعد فالتوحيد أشرف العلوم ... وهو أساسها الذي به تقوم

وبعد هذه البداية التقليدية التي تذكرنا بتعريف السنوسي نفسه لعلم التوحيد يستمر الحوضي في رجزه مشيرا إلى سبب وضعه له وهو إفادة الطلاب في المدارس وفتح طريق النظر أمام القارئ بدل التقليد، بل إنه كان يطمح إلى أن تكون (واسطة السلوك) مفيدة للأساتذة لاختصارها ووضوح عبارتها:

وقد سألت الله في تيسير ... أرجوزة مفهومة التعبير

قريبة المأخذ والمطالب ... يقرأها الصبيان في المكاتب

يخرج قاريها من التقليد ... ضرورة بنظر سديد

ورب منصف من الكبار ... بها اكتفى من أجل الاختصار

وقد أشار إلى تسميتها (واسطة السلوك) لأنها تبين سلوك الإنسان المسلم الصحيح:

سميتها (واسطة السلوك) ... إذ بينت كيفية السلوك

ورغم كونها أرجوزة أو منظومة فإن الحوضي قسم عمله إلى فصول. فكان هناك فعل في حكم العقل وآخر في الصفات وثالث في ما يجوز من أفعال الله تعالى ورابع في بعث الرسل، وهكذا. وأحيانا كان عنوان الفصل بيتا من الأرجوزة.

وللحوضي أيضا كتاب في التصوف سماه (الوسائل العظمى للمقصد الأسمى)، وهو في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) (١). وهو الكتاب الذي استوحاه، كما قال، من كتاب في نفس المعنى لأبي عبد الله أبي البركات. وقد رتب الحوضي كتابه على حروف المعجم وبدأ بمقدمة ذكر فيها ما جاء عن الحديث الوارد في الصلاة على النبي والمواضع التي تجب فيها أو تستحب والفوائد


(١) الخزانة العامة بالرباط رقم ١٠٣٠ وهو في مجلد وسط وغير مرقم وخطه جيد وعناوينه ملونة.

<<  <  ج: ص:  >  >>