للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حظي عبد الرحمن الثعالبي بعدد من المراثي ليس في عصره فقط

ولكن حتى في عصور متأخرة (١)، ومن ذلك قصيدة القاضي محمد بن مالك فيه، وهي قصيدة جيدة وطويلة لولا أن النسخة التي اطلعنا عليها منها قد أساء إليها النساخ أيما إساءة، وقد بدأها ابن مالك بالغزل جريا على العادة، رغم

أنه قاض، وغزله فيها رقيق على كل حال، ثم تخلص من ذلك إلى مدح

الثعالبي وأخلاقه، وكون مدينة الجزائر قد أصبحت به مأوى الأولياء وموطن السعادة، كما عدد مؤلفات الثعالبي وأسانيده وقدرته على رواية الحديث، ووصف ضريحه ومقامه في نفوس الناس، وبعد ذلك انطلق ابن مالك في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتعداد معجزاته مستنجدا به ومستنصرا، ونظرا للأخطاء الفادحة التي في القصيدة نكتفي هنا بمطلعها، راجين أن يعثر الباحثون على نسخة أوفى وأصح مما اطلعنا عليه:

أيا جيرة حلرا بخير مقام ... لكم قد صبا قلبي وطاب مقامي

ثم خلص إلى القول:

وما صبوتي فيمن رأوه حقيقة ... ولكنني أصبو لحب إمام

أبو زيد القطب الأجل الثعالبي ... إمام الورى طرا بكل مقام (٢)

وقبل أن نترك الحديث عن المراثي نشير إلى مرثية محمد القوجيلي في المفتي أحمد الزروق بن عمار بن داود (٣)، وقصيدة عبد الرزاق بن حمادوش


(١) أشرنا إلى قصيدة تلميذه أحمد بن عبد الله الجزائري فيه، في الفصل الأول من الجزء
الأول.
(٢) اطلعنا من هذه القصيدة على نسختين، نسخة مكتبة جامع البرواقية رقم ٤٩ مجموع، ونسخة الخزانة العامة بالرباط رقم ك ٢٨٦٧، وهي في مائة وثلاثة أبيات، وبعد ذلك اطلعنا على نصها في (تعريف الخلف) ٢/ ٢٥٤ وفيه أنها لعلي بن أحمد الشريف بن مالك الجزائري.
(٣) جاء ذلك في (ديوان ابن علي) مخطوط، وكان أحمد الزروق متوليا للفتوى حوالي سنة ١٠٢٨ بمدينة الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>