للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على اهتمام الولاة بالشعب والصالح العام، ولكن بينما نجد محمد الكبير يجمع حوله الأدباء والشعراء للتنويه بأعماله ومواقفه كان صالح باي يعمل بدون أن يدنى منه هذه الفئة، لذلك وجدنا أسماء الشعراء الذين أشادوا بمشاريع الأول، أما الشعراء الذين أشادوا بمشاريع صالح باي فما تزال غفلا، ولا نعرف أن شاعرا معينا قد رافق أو جالس صالح باي بخلاف محمد الكبير.

أشاد الشعراء إذن بما بناه محمد الكبير من الجامع الكبير بمعسكر إلى المدرسة المحمدية الملحقة به، إلى المحكمة، بل أشادوا بداره الخاصة ووصفوها وصفا حيا، ففي الجامع يقول شاعر الباي وكاتبه ابن سحنون: انظر رعاك إله الخلق واعتبر ... لمسجد رائق قد لاح للبشر وفي نفس الجامع والمدرسة يقول أحمد القرومي من قصيدة طويلة

جيدة.

وترى المدرس قد علا كرسيه ... يلقى على العلماء حب الجوهر تحويه مدرسة غدت آثارها ... تحييه بالعلم الشريف الأشعري تمحى رسوم الجهل من ألواحه ... تحمي شمائله من الزور السرى وقد صدق مؤلف (الثغر الجماني) حين قال عن هذه القصيدة بأنها غراء تؤنس في الليلة القمراء) (١)، وكان أبو راس وغيره قد أشادوا أيضا بمنشآت هذا الباي، من ذلك وصف أبي راس للمحكمة:

فلله مبناها الجميل فإنه ... يفوق على حكم السعود يمانيا

تمد لها الجوزاء كف مصافح ... ويدنو لها بدر السماء مناجيا

هي القبلة الغراء عز نظيرها ... ترى الحسن فيها مكتسيا وعاريا

ولا عجب إن فاقت الشهب في العلا ... وقد جاوزت فيها المدار المضاهيا

بها معمر حاز البهاء وقد غدا ... بها القصر قد فاق المبانى مباهيا (٢)


(١) (الثغر الجماني) مخطوط باريس، ورقة ١٥.
(٢) (عجانب الأسفار) مخطوط الجزائر، ورقة ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>