للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي دار الباي بضواحي معسكر يقول ابن سحنون من قصيدة:

أهذه هالة للبدر أم دار ... ضاءت عليها من الأكوان أنوار وألبستها يمين الصائغين حلى ... كأنها في سماء الحسن أقمار أما منشآت صالح باي في قسنطينة فلم تحظ بهذه العناية من الشعراء،

ويعود ذلك في نظرنا إلى أن صالح باي لم يقرب إليه الشعراء ثم أن نهايته لم تشجعهم، إن كانوا، على نشر ما قالوا فيه وفي أعماله، وعلى كل حال فإن أحد الشعراء المجهولين قد كتب قطعة نقشت على اللوحة التي وضعت عند مدخل المدرسة المعروفة بالمدرسة الكتانية، أو مدرسة سيدي الكتاني، التي أمر صالح باي ببنائها سنة ١١٨٩، وفي القصيدة مدح الباي أيضا:

طاب الزمان بمن يوالي نفعه ... للمسلمين وزاد في علياه

ملك يؤم الصالحات بعدله ... فاختار آخرته (١) على دنياه

أحيى دروس العلم بعد اندراسها (٢) ... وبنى لها دارا زكى مبناها

يعني مدرسة لاحت أشعة نورها ... لم لا وهي الدر في معناه (٣)

جادلت بها نفس المعظم صالح ... ذاك المجاهد يبتغي مولاه

فالله يرزقه السعادة دائما ... وينيله يوم القيامة (٤) مناه

قد بين التاريخ في قول لنا ... فخر المجاهد بالهنا مبناه (٥)

ومن الواضح أن هذا الشعر (تسجيلي) وليس عاطفيا وأن صاحبه قاله لينقش على جدار لا لكي يتذوقه الناس ويحفظوه، ومع ذلك ذكرناه لنبرهن على أن الشعراء كانوا بالمرصاد لكل ما فيه الخير وصلاح البلاد.

ومن هذا الشعر (التسجيلي) الذي يكاد يخلو من العاطفة الأبيات التي


(١) كذا في الأصل ولعل صوابها (أخراه).
(٢) في الأصل (درسها).
(٣) هذا البيت محتل فلم نصلحه.
(٤) كذا في الأصل، ولكن الوزن لا يستقيم، ولعل صوابه (يوم القيام) بحذف التاء.
(٥) نشرها شيربونو في (روكاي)، ٥٧ - ١٨٥٦، ١٠٨ - ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>