للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتصوف محمد المجاري، ثم الأديب لونيس البوزنياري صاحب القصائد العالية كما يقول الزياني (١).

هذا الجيل انقرض مع بداية الاحتلال وخلفه جيل آخر من علماء المساجد أبرزهم أحمد بن سعيد العباسي، الذي كون جيلا من الطلبة ظلوا أوفياء له على مر السنين والذي جمع بين التدريس والقضاء. وقد توفي قبل احتلال قسنطينة بسنتين (١٢٥١). وكان من المتخرجين من جامع الزيتونة بتونس. وقد عاصره عمار بن شريط الذي تولى الإفتاء المالكي ونظارة الأوقاف، وكان من أهل البلاغة والأدب وتوفي في ١٨٣٤ (١٢٥٠)، ثم عمار الغربي (أبو راشد) المعروف بالشعر والفقه وولاية الفتوى والتدريس في جامع سيدي علي بن مخلوف وكذلك جامع القصبة ومدرسة سيدي الكتاني. وقد توفي سنة ١٨٣٥ (١٢٥١) (٢). ومن طبقتهم أيضا محمد العربي بن عيسى، أخ علي بن عيسى قائد الدفاع عن قسنطينة. وكان محمد العربي هذا متوليا للأوقاف والقضاء ساعة احتلال المدينة، ولكن نجمه قد أفل مع الآفلين، كما أفل نجم شيخ الإسلام محمد الفكون الذي كان ساعتها يجرجر ثمانين سنة وراءه. وكان إلى تلك الساعة ينعت بكونه (العلامة الجليل والخطيب الآهيل) كما يقول محمد العنتري (٣).

وعند تولي المكتب العربي في قسنطينة وانتصاب الإدارة الفرنسية ظهرت أسماء جديدة وبقيت بعض الأسماء القديمة. فقد بقيت أسماء مصطفى بن جلول، ومحمد العنابي الذي عزله الفرنسيون، فترك الإفتاء لزميله أحمد بن المبارك العطار. وبالإضافة إلى هذا ظهر اسم له وزن علمي


(١) أبو القاسم الزياني (الترجمانة الكبرى)، ط. المغرب ١٩٦٧، ص ١٥٣ - ١٥٤. وكان الزياني قد جاء الجزائر لاجئا سياسيا.
(٢) الحفناوي (تعريف الخلف)، ٢/ ٦٣، ٢٦٤.
(٣) محمد العنتري (الفريدة المؤنسة). جاء ذلك في وثيقة حط المغارم التي وقعها الحاج أحمد باي والعلماء سنة ١٨٣٠. انظر جمال قنان (نصوص سياسية)، الجزائر، ص ٤٢ - ٤٣. وفي هذه الوثيقة اسم أحمد العباسي، وعمار الغربي الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>