للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد السعدي البهلولي المدفون بزاويته خارج مدينة دلس. ولم تكن للشيخ اليلولي ذرية. وتوفي سنة ١١٠٥ (١٦٩١). وكان مشهورا في وقته بالقراءات السبع والعشر. وقد رسخ هذا النوع من الدراسات حتى كان من لم يقرأ القرآن في زاويته وبطريقته لا يعد عالما بالقراءات والرسم القرآني. وبناء عليه بعض الباحثين والعارفين أمثال محمد السعيد بن زكري الذي درس في زاوية طيلولي، أن هذه الزاوية قد بقيت إلى ١٢٦٣ (١٨٤٧) متخصصة في علم القراءات، ثم أدخل المسؤولون عنها علوما أخرى. أما الفقه الذي تخصصت فيه بعض الزوايا الأخرى، فكان على الطالب أن يحصل عليه بإجازة أو نحوها قبل دخول زاوية اليلولي (١).

وما دام الشيخ اليلولي قد توفي بدون عقب ولا وارث فإن زاويته قد بقيت ملكا للتلاميذ يسيرونها جيلا بعد جيل في نظام إداري اجتماعي دقيق، فهي حسب تعبير البعض (جمهورية الطلبة)، فهم الذين يختارون رؤساء الزاوية وأساتذتها، وهم الذين يديرون أملاكها، ويحكمونها بدون رقابة ولا وصاية عليهم من أحد. وكان هذا النوع من التسيير قد ساهم في ازدهار الزاوية وجعل الناس يرغبون في التبرع لها ودعمها، فقد كانت مثلا أعلى في الإدارة والانضباط والغيرة على أداء الواجب. وقد أثارت إعجاب من لم يتعودوا على هذه الظاهرة. وحين زارها هانوتو ولوتورنو سنة ١٨٦٢، أي بعد احتلال الناحية بخمس سنوات، وجدا فيها بين ٧٠ و ٨٠ تلميذا يتلقون العلم. وكان يسودها النظام التام، حسب تعبيرهما. ولم يكن من السهل على التلاميذ الدخول إليها إذ كانت (الجماعة) المسؤولة عنها تتصعب في قبول التلاميذ وتضع شروطا صارمة (٢). وباعتبارها معمرة (زاوية) قرآن، فإن


(١) كان الشيخ محمد أبو القاسم البوجليلي قد أخذ الفقه على الشيخ محمد امزيان الحداد في صدوق قبل دخوله زاوية اليلولي. انظر عنه زاوية اليلولي أوراق علي أمقران السحنوني، وكذلك (أوضح الدلائل) لمحمد السعيد بن زكري، وكتابات الشيخ أبي يعلي الزواوي، الخ. وعن البوجليلي انظر فصل الطرق الصوفية - الرحمانية.
(٢) هانوتو ولوتورنو، مرجع سابق، ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>