وصل الرقم إلى ١٠٣.٣٢٣ مستوطنا. وبنهاية عهد الامبراطورية (١٨٧٠) وصل الرقم إلى ١٢٩.٨٩٨. وقد ازداد هذا الرقم بهجرة الإلزاسيين سنة ١٨٧١ فوصل في سنة ١٨٨٠ إلى
١٩٥.٤١٨ مستوطنا. وعشية الاحتفال المئوي للاحتلال (سنة ١٩٢٩) وصل عدد الجالية الفرنسية في الجزائر إلى ٦٧٥، ٦٤١.
وإذا أخذنا بالإحصاءات الفرنسية وحدها فإن عدد السكان الجزائريين تراوح من حوالي مليون ونصف سنة ١٨٣٠ إلى ٢، ١٨٣، ٧٩٣ سنة ١٨٥٦. وهو التاريخ الذي يقول الفرنسيون إنهم بدأوا يحصون فيه سكان الجزائر (١). وقد ظل عدد السكان متقاربا إلى سنة ١٨٨٦ حين شهد ارتفاعا ملحوظا وهو ٣، ٢٦٤، ٨٧٩. ثم وصل عدد السكان إلى ٤.٠٧٢.٠٨٩ سنة ١٩٥١، بينما وصل سنة ١٩٢٦ إلى ٥.٦٤٨.٠٥٨.
فإذا أخذنا في الاعتبار هذه الأرقام حول السكان الجزائريين والفرنسيين نكون قد أخذنا صورة صادقة عن أرقام التعليم لدى المتعلمين من الجزائريين والفرنسيين. فليس من المهم ذكر الأرقام في حد ذاتها ولكن المهم هو مقارنتها دائما بعدد السكان من هذا الجانب أو ذاك، لأن إغفال هذا العامل يترتب عليه حكم غير صحيح على تقدم أو فشل التعليم هنا أو هناك. ذكرنا أن بداية التعليم الفرنسي في الجزائر قد تركت في أيدي الخواص خلال السنتين الأوليين. فأنشأوا بعض المدارس الابتدائية لتعليم الأطفال الأروبيين واليهود بين ١٨٣٠ - ١٨٣٢ كما سبق. وخلال هذه الفترة التي كان الفرنسيون المدنيون فيها محصورين في مدينة الجزائر فتحت مدرسة لليهود أيضا ضمت أربعين طفلا، وكذلك عدة مدارس لأبناء الفرنسيين الذين أخذوا يستقرون
(١) ليس هنا محل تفاصيل إحصاء السكان، وسنعالجه في مكان آخر. إنما نذكر أن المصادر الجزائرية والفرنسية تختلف في عدد السكان سنة ١٨٣٠، كما تختلف في عدد الضحايا بالمجاعة الكبرى سنوات ١٨٦٧، ١٨٦٨، ١٨٦٩، وضحايا الحروب والمنافي والهجرة الذين فقدتهم بلادهم، ثم أن سنة ١٨٥٦ ليست دقيقة في إحصائها لأن عددا من المناطق الجزائرية لم تكن قد احتلت بعد.