للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التآليف ترك أحمد الونشريسي ثروة كبيرة من الفتاوى والردود والمباحث. من ذلك (إضاءة الحلك في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك) (١) و (المبدي لخطا الحميدي) (٢) و (رسالة في المسائل الفقهية) (٣). ونحو ذلك.

وقد تركت وفاة الونشريسي فراغا كبيرا في ميدان الفقه ولم يستطع أحد أن يملأه بعده. ولا يوجد في العصر العثماني، على طوله، من بلغ رتبة الونشريسبي في الفقه المالكي تأليفا ودرسا. ولذلك صدق الذين رثوا الونشريسي بأنهم فقدوا بفقده منارة عالية في الفقه المالكي وأن المغرب العربي قد خلا بعده من أمثاله. وقد اشترك في رثائه عدد من العلماء والشعراء. ويكفي أن نورد هنا ما أورده أحمد المقري في كتابه (أزهار الرياض) من رثاء منسوب إلى محمد الوادي آشي الغرناطي نزيل تلمسان، وهو هذه الأبيات:

لقد أظلمت فاس بل الغرب كله ... بموت الفقيه الونشريسي أحمد

رئيس ذوي الفتوى بغير منازع ... وعارف أحكام النوازل أوحد

له ذربة فيها ورأي مسدد ... بإرشاده الأعلام في ذاك تهتدي

وتالله ما في غربنا اليوم مثله ... ولا من يدانيه بطول تردد (٤)

ولكن الدراسات الفقهية لم تبدأ بالونشريسي. فقد عرفنا أن القرن التاسع شهد إنتاجا غزيرا في هذا الاختصاص وكثر المدعون لمعرفته عن حق أو عن غير حق. ومن أشهر من تقدموا فيه أساتذة الونشريسي نفسه، ومنهم


(١) نسخة منه في مكتبة جامعة برنستون الأمريكية (قسم يهودا) رقم ٣٥٠ مجموع. وقد كتبه بفاس سنة ٨٧٦.
(٢) في نفس المصدر. وقد ضمنه آراء هامة في الاجتهاد وشرور الزمان وهاجم فيه المتصوفة.
(٣) نفس المصدر، رقم ١٧٨ مجموع، والأخير إجابة لسؤال وجهه إليه الشيخ محمد بن قاسم القوري المتوفي سنة ٨٧٢.
(٤) أورد هذه الأبيات صاحب (سلوة الأنفاس) ٢/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>