للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهد مطلع القرن العاشر في الجزائر وبقية أجزاء المغرب العربي تحولات سياسية كبيرة أدت بدورها إلى تحولات اجتماعية وثقافية هامة. فخريطة المنطقة السياسية لم تعد كما كانت عليه خلال القرن التاسع. ومن الخطأ أن نبدأ تاريخ الجزائر العثماني سنة ٩٢٠ (١٥١٦) كما تذهب معظم كتب التاريخ. فالوجود العثماني في الجزائر، وفي الحوض الغربي للبحر الأبيض، أقدم من هذا التاريخ. فهو يعود في الحقيقة إلى أواخر القرن التاسع ولا سيما منذ سقوط غرناطة سنة ٨٩٧. وإذا عدنا إلى رحلة بيري رايس الثاني (١) وبعض النصوص المحلية (٢)، وجدنا العثمانيين كانوا على صلة بأهل المدن الساحلية الجزائرية ولا سيما رجال الدين، يتعاملون معهم ويحاربون معهم العدو المشترك. وفي نفس الوقت كان العثمانيون يتعرفون


(١) اسمه الحقيقي هو أحمد بن الحاج محمد الكرماني. انظر عن رحلته بخصوص الجزائر في روبير مانتران (مجلة الغرب الإسلامي) - الفرنسية - عدد ١٥، ١٦ (١٩٧٣) ١٥٩ - ١٦٨.وقد ذكر أنه كان ببجاية سنة ١٤٩١ (٨٩٦) انظر أيضا س. سوشيك (ظهور الأخوة يربروس في شمال إفريقية) (مجلة الأرشيف العثماني رقم ٣، ١٩٧١، ٢٣٨ - ٢٥٠. انظر عنه أيضا بلوشيه (نشرة أكاديمية هيبون) ٢٩، ١٨٩٨، ١١٩.
(٢) انظر (عنوان الأخبار فيما مر على بجاية ..) تأليف أبي علي (الحسن) إبراهيم المريني. فقد أخبر فيرو الفرنسي أن هذا الكتاب الذي استنسخ منه نسخة بعد أن وجده عند أحد علماء بني يعلى، تناول تاريخ بجاية في عهد الأسبان وكيف انتقلت إلى أيدي العثمانيين والحروب التي دارت هناك بين الفريقين. واعتبره من الكتب الهامة التي تصحح المعلومات المأخوذة عن مرمول والحسن الوزان (ليون الإفريقي) بهذا الصدد. انظر عن ذلك فيرو (المجلة الإفريقية) ١٨٦٨، ٢٤٥ - ٢٥٦، ٣٣٧. ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>