لكن الخطة لم تنفذ كما بدأت. وكان لذلك أسباب مادية واجتماعية وسياسية. فقد انخفضت ميزانية بناء المدارس للجزائريين من ٢٦٥.٠٠٠ فرنك سنوات ١٨٩٥ - ١٨٩٩ إلى ٥.٠٠٠ ٢١ فقط سنة ١٩٥٥، بدل أن تزيد. وكان المجلس المالي Delegations Financieres الجديد في الجزائر، وهو الذي يسيطر عليه نواب الكولون، قد تردد في وضع ميزانية للتعليم الأهالي، وعارض بعض النواب تعليم الأهالي تماما، بل إن بعضهم خشي من هذا التعليم وعواقبه. ان تجهيل الجزائري هو ضمان للسيطرة عليه عند هؤلاء النواب، فإذا تعلم أفاق وحاسبهم ونافسهم. وهم لا يريدون ذلك. وقد حاول جونار أن يتجاوز مشكل الميزانية بإحداث مدارس زهيدة الثمن (بورخيص)، فأثمرت جهوده بعض الشيء. ولجأ إلى استخدام المسلمين أنفسهم في المساجد وغيرها، (انظر التعليم المسجدي).
ويذهب السيد مارسيه إلى أن معارضي التعليم الأهلي أصبحوا نادرين سنة ١.٩٠٨، وأن دعاة تعليمهم ينطلقون من مبدإ وهو أن قلب مسلم يتكلم الفرنسية هو كسب لفرنسا. ويقول مارسيه إن حجة الذين لا يؤيدون تعليم الجزائريين تقوم على الركائز التالية:
١ - إن كل محاولة لتقريب الأهالي من الفرنسيين عن طريق المدرسة هي محاولة عقيمة. لأن التعليم لن يكون له أثر عليهم لوجود فوارق عرقية وعقائدية وغيرها.
٢ - إن المدارس (الأهلية) لا يأتيها إلا الأطفال الذين يتعامل ذووهم مع الفرنسيين، أما ما عدا هؤلاء فإن هذه (القصور المدرسية) المخصصة
= الدولة. ولكن في أماكن محددة، دعما لجهود الآباء البيض هناك. وكان قد زار هذه المنطقة ثلاثة من وزراء التعليم في فرنسا، وهم جول فيري ولوبورجوا وبيرتيلو. وكان لوبورجوا هو الذي اقترح التركيز على زواوة في التعليم. انظر جان ميرانت (كراسات ..) ٨٤ وبوجيجا في S.G.A.A.N (١٩٣٨)، عدد ١٥٣ - ١٥٤، وكذلك مارسيه، مرجع سابق، ١٨٤.