للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزوجها منذ التاريخ الأخير. وكانت تضم ٣٤ تلميذة. ثم مدرسة الأصنام التي كانت بإدارة الآنسة شوبير، ولها ثلاثة أقسام و ١٤٦ تلميذة (١).

وفي آخر القرن أيضا وجدنا المرأة المهجنة أو نتاج الزواج المختلط، قد أخدت تلعب دورها في الموضوع. وهو الدور الذي أصبحت تقوم به بعض النساء بعد الاستقلال أيضا، إذ أصبحت هن المتحمسات للفرنسة وتخليص المرأة من (العبودية) في نظرهن أكثر من تحمس الفرنسيات أنفسهن. وكان هدف الفرنسيين هو تكوين الوسطاء، سواء من الرجال أو من النساء. نحن الآن أمام سيدة أخرى تسمى كيسنو، ومساعدتها السيدة سيسيل عائشة بوركايب. ولعل اسم (سيسيل) يوحي بأن هذه المرأة كانت نتاج زواج مختلط. أما عائلة بوركايب فقد اشتهرت في بداية الاحتلال بارتباط أحد أبنائها، وهو حمدان بوركايب بالإدارة الفرنسية الأولى. وفي ١٨٩٤ نشرت جريدة المبشر الرسمية خبرا ملفتا للنظر بعنوان (مأثرة تذكر فتشكر)، وفائدة هذا الخبر هي أن حكومة جول كامبون في الجزائر قد رأت إحداث درس للبنات المسلمات، فكان ذلك على يد السيدة كيسنو (وتلقبها المبشر باللقب التركي وهو الخاتون)، وأن الدرس قد امتلأ بأربعين تلميذة. وتمنت الجريدة المزيد من الإقبال عليه.

أما بالنسبة للسيدة بوركايب فالمبشر قالت بأنها جاءت لمساعدة السيدة كيسنو. وكانت بوركايب متحمسة جدا لعملها، وكانت تعلم الفتيات القواعد العلمية الأولية. وقد تعينت رسميا في هذه المهمة، ونوهت الجريدة بجهودها وبعائلتها القديمة الوجيهة (كريمة ذات من ذوات مسلمي الجزائر). أما البرنامج فهو حسب الجريدة أصول العلوم الابتدائية وما سهل من أعمال الخياطة (٢). ولم تذكر المبشر أن أصول العلوم هنا تعني اللغة الفرنسية والتاريخ الفرنسي والجغرافية والحساب والدخول في الحضارة الفرنسية


(١) ألفريد كولون (دروس الصناعة للفتيات الأهليات)، في S.G.A.A.N (١٩١٣)، ص ٥٤٥ - ٥٦٣.
(٢) المبشر، عدد ٨ سبتمبر ١٨٩٤. عن أصول وفروع عائلة بوركايب، انظر بول أوديل P.Eudel (الحلي الجزائري والتونسي)، الجزائر، ١٩٠٢، ص ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>