للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخية أن التابع إذا جاء لتقديم الزيارة يأخذ المقدم يده بينما يبدي الزائر رغبته في شؤون الدنيا كرزقه بأولاد بدل بنات، وحصوله على زراعة جيدة، واستمتاعه بصحة سليمة، طالبا من الله ذلك في خشوع وتضرع، كما يقرأ مع المقدم ورد الشاذلية.

ولأولاد سيدي الشيخ تقليد قلما نجده في طرق أخرى، ويسمى الغفارة، والغفارة تقديم حيوانات وبضائع ونحوها يعينها الشيخ سنويا، وهي في الواقع ضرائب دنيوية اتخذت صفة دينية، ومثالها نعجة على كل خيمة أو ناقة، وكيس من القمح أو التمر، حسب ما يفرضه الشيخ على كل تابع، وبناء على تقرير لأحد الضباط المراقبين لهذه الأعمال (١) أن غفارة أولاد سيدي الشيخ تتألف مما يلي: ربع الحوارات (وليد الناقة) المولودة في نفس العام مفروضة على بعض القبائل، و ٢٠٠٠ شاه على قبائل أخرى، واثنا عشر برنوسا، وغير ذلك من البضائع، إضافة إلى ١، ٥٠٠ فرنك مفروضة على شعانبة البرازنة، وهذه الغفارة السنوية تقسم بين الفروع كما يلي: ١٠٣ من الشياه إلى الدين وقدور بن حمزة، و ٣٠ جملا إلى أولاد الحاج بو حفص، و ١٠٠ شاه، مع منسوجات قطنية وسكر وقهوة وغيرها من المواد الغذائية إلى أولاد الحاج الدين، و ١، ٥٠٠ فرنك سنويا إلى بوعمامة.

ويذهب البعض إلى أن هذه المداخيل من الغفارة ومن الزيارات المالية هي التي أدت إلى استقلال فروع الطريقة الشيخية والانقسامات العائلية بهدف جمع المال والبضائع من الأتباع، كل على طريقته الخاصة (٢). أما السلطات


(١) اسمه ديدييه، قائد دائرة غرداية، في آخر القرن الماضي، وكان ديدييه قد عمل في الشؤون الأهلية في بوسعادة والميلية وتيزي وزو، والشلف وغيرها، إلى أن شارك في الحملة ضد تونس، ثم عين على غرداية حيث ظل في الثمانينات ونصف التسعينات (تقاعد ١٨٩٥). انظر بيرونيه (الكتاب الذهبي). ٢/ ٣٨١، وعن الغفارة انظر الميلي (رسالة الشرك). ص ٢٤٧.
(٢) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٢٤٤ - ٢٤٥، عن الغفارة انظر أيضا (رين). مرجع سابق، ص ٣٦٢ - ٣٦٨، وهذا المصدر يفصلها،

<<  <  ج: ص:  >  >>