للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (طريقتك هذه كسفينة نوح من دخلها نجا ومقام إبراهيم من دخله كان آمنا، وبشارة المصطفى للمشائخ جيلا بعد جيل، ولم تنقطع إلى الآن، وهو زمن التاريخ) (١).

وقد أطلنا في إيراد هذه الإجازة لأنها شاملة وواضخة، وهي تعطي صفة التلقين، وأصل السلسلة الصوفية، وتبين العلاقة بين ورد الرحمانية والخلوتية والشاذلية، ورأينا كيف تنص على الصبر والتعاون و (التسليم لخلق الله) الذي فهم منه عدم التدخل في السياسة والخصومات، كما تذكر عدد مرات الذكر وتحدد أوقاته، ثم تترك المجال للمزيد بقولها: (ما تيسر، أو وإن زدتم فحسن). والعبارات التي تشير إلى أن الطريقة كسفينة نوح موجودة في إجازات الشيخ الأزهري ووصاياه أيضا، وله رؤية يخبر فيها أنه رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) فأخبره أن طريقه كسفينة نوح، وقد لخصها الشيخ الأزهري في العبارات الآتية: سيكون ناجيا من النار كل من اتبع طريقتي، أحب طريقتي أو أحبني، زارني حيا أو وقف على قبرى، قرأ ذكري (٢).

لذلك يجتمع أتباع الرحمانية في زواياهم ويرددون الذكر ويطبقون وصية الشيخ الأزهري، يجتمعون من عصر الخميس إلى عصر الجمعة، ويذكرون بأصوات عالية، ويمكنهم الدخول والخروج بشرط أن يبقى جماعة منهم تواصل الذكر والأدعية والصلوات، وهناك زوايا ينقسم فيها الإخوان إلى أفواج حسب ساعات منتظمة لمواصلة الذكر، حتى لا ينقطع اسم الله من


(١) وهو ٢٨ جمادي الأولى، ١٣٠٢ (١٨٨٤). في ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٤٠١، ويوجد النص العربي والفرنسي لهذه الإجازة، انظر أيضا الحفناوي (تعريف) مرجع سابق، ٢/ ٤٥٧، وكذلك رين، مرجع سابق، ص ٤٦٩.
(٢) رين، مرجع سابق، ص ٤٦٦، بعض الإجازات الصادرة من الفروع قد تختلف قليلا في عدد مرات الذكر أو بإضافة عبارة أو التركيز على أخرى، ولكن الأصل واحد والممارسات واحدة، انظر مثلا الإجازة التي ذكرها ديبون وكوبولاني، ص ٣٩٩، والمنسوبة إلى الشيخ مصطفى بن عزوز شيخ زاوية نفطة، وتاريخها هو ١٦ ربيع (؟) ١٢٧٨ (٢١ سبتمبر، ١٨٦١) أي أربع سنوات قبل وفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>