للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقبض ١، ٢٠٠ فرنكا سنويا، وهكذا (١).

ويخبرنا أبو حامد المشرفي الذي زار تلمسان حوالي سنة ١٨٧٨ أن إمام الجامع الكبير بها (وهو الشيخ ابن عودة بن غبريط) كان يقبض ١٥ ريالا دورو شهريا، وكان رئيس الحزابين (القراء) يقبض ١٢ ريالا دورو، وبناء على الشيخ المشرفي فقد كان بتلمسان عندئذ ثلاثون مسجدا عدا المراكز (المكاتب) القرآنية والجامع الكبير (٢). وكان ذلك بعد التصنيف الذي اعتبر معظم مساجد تلمسان من النوع الرابع والخامس، وعندما زار بيرم الخامس مدينة الجزائر وجد فيها، كما قال، عشرة مدرسين، وأخبر أن القراعة كانت في النحو والفقه المالكي، وقليل من الحديث أو غيره (٣).

ويذكر رين أن رواتب رجال الدين المسلمين الموظفين عند الدولة الفرنسية قد بلغت ١٦٦، ٤٩٠ فرنك سنة ١٨٨٤، وهي موزعة كما يلي:

١ - ١٦ مفتيا يقبضون من ١، ٢٠٠ فرنك إلى ٤، ٠٠٠ فرنك، أي ٢٨، ٢٠٠ فرنك.

٢ - ٨١ إماما يتقاضون من ٣٠٠ ف إلى ١، ٥٠٠ ف، أي ٤٠، ٣٠٠ ف.

٣ - عدد من الموظفين لا يوجد إلا في المساجد الكبيرة، وهم:

١ - المدرسون: وهم المكلفون بتعليم الدين للأطفال والتلاميذ البالغين (٤).


(١) انظر مراسلات علماء الجزائر في كتابنا (أبحاث وآراء) ج ٣.
(٢) المشرفي (ذخيرة الأواخر). مخطوط، ص ١٩: وربما كان الإمام ابن عودة بن غبريط والدا لقدور بن غبريط الذي اشتهر في النصف الأول من هذا القرن على أنه من أبرز الموالين لفرنسا، انظر عنه فصل المشارق والمغارب، انظر أيضا فقرة (شؤون الحج) من هذا الفصل.
(٣) محمد بيرم (صفوة الاعتبار). مرجع سابق، ٤/ ١٩.
(٤) هذا التفسير لدور المدرس يوضح الحالة التي وصل إليها التعليم عموما والتعليم المسجدي خصوصا. وكان لويس رين من خبراء هذا الموضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>