في مقبرة الزاوية منذ ١٨٣٠، أما الشخص الذي ألقى كلمة التأبين فهو الدكتور زروق بريهمات حفيد حسن بن بريهمات الذي سنترجم له بعد قليل (١).
رغم مكانة هذه العائلة لدى المسلمين ولدى الفرنسيين، ورغم دور أحمد الشريف الزهار صاحب (المذكرات) والمناضل مع الأمير عبد القادر، فإنها لم تستعمل نفوذها في أي مجال للدفاع عن قضية الدين الإسلامي، سيما في ميدان القضاء الذي رأت أيدي الفرنسيين تنتهبه انتهابا، وقد رضيت بالمناصب المادية والأوسمة الشرفية والاعتبارات المعنوية التي تخصها هي وحدها، بينما لا نجد لها، حسب علمنا، تدخلا أو موقفا لصالح القضية الوطنية الكبيرة، ونحن إنما نتحدث عن عهد الحاج قدور وأبنائه، وعلي الشريف وأبنائه، إن المجتمع الحق هو الذي يلعب فيه أمثال هؤلاء الأعيان دورهم في ترسيخ التقاليد الحميدة والقيم النضالية من أجل المحافظة على الذاتية الوطنية في وجه كل الغزاة، فاذا تحول أعيان المجتمع إلى جماعة من الانتهازيين سهل على العدو افتراس كل المجتمع والقضاء عليه وعليهم أيضا.
٧ - عبد الرزاق الأشرف: لم نعثر له على ترجمة وافية، رغم تردد اسمه في علماء وقضاة الجزائر أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن، تولى التدريس في مدرسة الجزائر الشرعية - الفرنسية مدة لا ندري كم هي، وقد وجدناه في هيئة تدريسها سنة ١٨٩٦ أي بعد إعادة تنظيمها، وكان معاصرا
(١) روت خبر الوفاة وما جرى في التابين والحضور (مجلة العالم الإسلامي). R.M.M، يونيو (جوان) ١٩١٠، ص ٣٢٣ - ٣٢٥ بتوقيع (م). ويغلب على الظن أن هذا الحرف يشير إلى اسم ماسينيون، الذي بدأ حياته في الاستشراق بالكتابة في هذه المجلة قبل إنشاء (حولية العالم الإسلامي) حوالي سنة ١٩٢٥، عن علي الشريف الزهار انظر تقارير ديمواينكور الذي عينه بوجو للإشراف على الشبان الرهائن، في رقم ١٥٧١ - F ٨٠ وكان علي الشريف من مواليد ١٨٢٩، واشتغل بالترجمة بعد تخرجه، انظر شارل فيرو (مترجمو الجيش الإفريقي). مرجع سابق، ص ٣٠٩.