للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رشد إلى الفرنسية مما يدل على تمكنه من اللغتين ومن الدين والفقه بالخصوص، وعينه الفرنسيون عضوا في لجنة تدوين الفقه الإسلامي خلال العشرينات، كما سنرى.

ويبدو من وظيفته كمحامي، ومن ترجمته لبداية المجتهد، وعضويته في لجنة موريس فيوليت (١) لتدوين الفقه الإسلامي أن أحمد لعيمش كان من الشخصيات الجزائرية التي بإمكانها أن تلعب دورا في ميدان القضاء الإسلامي المضطهد، ولكن يبدو أنه كان مهتما بجانب الاندماج الحضاري عندئذ، وهو شعار النخبة المتفرنسة، أكثر من اهتمامه بعلاقة القضاء بالوطنية والذاتية الإسلامية للشعب الجزائري، غير أننا لا نستطيع أن نحكم عليه حكما نهائيا الآن لأننا لا نعرف كيف انتهى أمره حول هذه القضية (٢). وقد رأينا أنه اختار سنة الاحتفال المئوي إلقاء محاضرته عن أهمية اللغة الفرنسية للجزائريين.

٩ - أحمد بن محمد دغمان: ولد ونشأ بقمار، وادي سوف، وحفظ القرآن فيها ودرس بعض العلوم، ثم انتقل إلى الجريد التونسي، ولعله قد درس في زاوية نفطة الرحمانية، شأن أبناء تلك المنطقة في القرن الماضي، ومن هناك توجه إلى جامع الزيتونة حيث استكمل دراسته، وقد يكون ذلك أوائل الاحتلال الفرنسي لوادي سوف الذي حدث سنة ١٨٥٤، ولم يرجع أحمد دغمان إلى سوف مباشرة بل عقم بالكاف، وهي أيضا مدينة تونسية


(١) موريس فيوليت M.Violette تولى حكم الجزائر خلال العشرينات، وألف كتابا اشتهر به وهو (هل ستعيش الجزائر؟). وهو صاحب مشروع دمج النخبة الجزائرية في المجتمع الفرنسي خلال الثلاثينات، وهو المشروع الذي فشل فيه رغم تبني رئيس الحكومة الفرنسية، ليون بلوم L.Blum له سنة ١٩٣٦.
(٢) عنه انظر أحمد توفيق المدني (كتاب الجزائر). ص ٣١٩، وجوزيف ديبارمي (رد الفعل اللغوي) في S.G.A.A.N، عن محاضرة أحمد لعيمش حول اللغة الفرنسية والأهالي انظر نفس المصدر، رقم ٩٦، وعن ترجمة القرآن انظر ماريس كنار M.Canard في R.A المجلة الإفريقية، عدد ٧٤ سنة ١٩٣٣، ص ٣٦٦ - ٣٦٨، وسنعرض إلى ذلك في فصل الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>