للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ميدان الصحافة الرسمي هو جريدة (المبشر). ولكن جريدة (الأخبار) أنشأت منذ حوالي ١٩٠٧ قسما بالعربية أسندته إلى الشيخ عمر بن قدور، فهل القاضي الزردومي كان محررا في هذا القسم أو في القسم الفرنسي الأصلي؟، إننا نرجح الأول.

تولى معمر الزردومي القضاء في قمار سنة ١٩١١ وبقي فيها إلى سنة ١٩١٣ (١٣٢٩ - ١٣٣١). ومعنى ذلك أنه قد عمل في الجريدة المذكورة قبل ١٩١١، وإذا عرفنا أنه كان من نواحي تبسة وأن قبيلته (الزرامة) يقطنون بحيرة الأرنب جنوب تبسة، علمنا أنه ما ذهب للعمل في الجزائر إلا لكونه قد تخرج من القسم العالي بمدرستها الشرعية - الفرنسية، رغم أننا لا نملك دليلا واضحا على ذلك، والغالب أنه قد درس أولا في مدرسة قسنطينة التي تستقبل أمثاله من طلبة الإقليم الشرقي، وأكمل في القسم العالي بمدرسة الجزائر، وهو القسم الوحيد على مستوى القطر، والصورة المتواترة على هذا القاضي أنه من النوع الذي وصفه محمد بيرم الخامس (١). ومهما كان الأمر فإنه لم يساهم برأي أو موقف من معاملة الفرنسيين للشريعة الإسلامية، وعندما كان قاضيا في قمار كان عليه أن يرضي جهتين ليبقى في وظيفه: الزاوية التجانية بقمار، وقد كان على رأسها الشيخ محمد العروسي، والمكتب العربي بالوادي، وقد كان على رأسه العقيد كوفي، وفي هذه الأثناء وقع اغتيال عباس بن حمانة (١٩١٤) في تبسة، وقد ذكرت بعض المصادر أن محمد (وليس معمر) بن الحاج رابح الزردومي قد ساند ابن حمانة (٢).


(١) بيرم (صفوة الاعتبار). ج ٤.
(٢) عن معمر الزردومي انظر جريدة الأخبار ٢٥ مايو، ١٩١٣، ورسالة خاصة من الشيخ محمد الطاهر التليلي بتاريخ ٤ ابريل، ١٩٧٧. ودبوز (نهضة) ٢/ ٢٦٤، والغالب أن محمد هو معمر لأن كتابة الاسمين قد تختلط، عن الزردومي انظر أيضا فصل التعليم العربي الإسلامي، وقد وجدنا اسم الزردومي مدرسا في بسكرة سنة ١٩٣٢. وذكر ريتولت الفرنسي أنه استعان به في الحفريات حول وادي جدي قرب بسكرة، فهل هو =

<<  <  ج: ص:  >  >>