للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوراد الشاذلية عن الحبيب بن موسى الخالدي، المتوفى سنة ١٢٨٧ (١). ثم عن الحاج عبد الله بن عدة الشويرف، المتوفى سنة ١٢٩٨، ثم عن قدور بن سليمان المستغانمي، أما دلائل الخيرات فقد أخذه عن قاضي وهران (الآن) الشيخ أحمد بن حسن الشريقي المختاري، وذكر شعيب أنه شاذلي/ درقاوي منذ ١٢٨٣، كما أخبر أنه أخذ الطريقة التجانية أيضا عن الشيخ علي بن عبد الرحمن مفتي وهران (يسميه علي الوهراني). ولما حاججه الكتاني في ذلك وسأله كيف يجمع بين هذه الطريقة وغيرها وكان شيوخها لا يأذنون فيها إلا لمن انسلخ من غيرها، أجابه شعيب جوابا غير دقيق فقال إنه كانت له دالة على الشيخ علي بن عبد الرحمن (يسميها تدللا ولا ندري سبب ذلك التدلل) فأذن له فقط في (صلاة الفاتح) من غير عدد الخ، وأضاف شعيب أنه أخذ الطريقة التجانية أيضا عن شيخه قدور بن سليمان المستغانمي الذي هاجر إلى الحجاز، وكان قدور هذا وكذلك الشيخ الموسوم (وهما شاذليان) يأذنان في التجانية ولا يشترطان الانسلاخ من غيرها، وكذلك كانت بينه وبين أحمد سكيرج علاقات وطيدة، وكان يلتقي به في الزاوية التجانية بتلمسان ويمدحه، وهو (سكيرج) من أقطاب التجانية (٢). وقد تكون للقاضي شعيب انتماءات أخرى.

وقد ألف القاضي شعيب عددا من المؤلفات، وليس من بينها كتب أو رسائل في التصوف، بل إن جميعها تدل على عقلانيته ودنيويته، وهي تتراوح من علم التوحيد إلى علم الموسيقى، وشارك في نظم الشعر ولكنه لم يكن


(١) قال عنه إنه كان من أهل التصريف (الكرامات) حين هاجر بنو عامر إلى المغرب هاجر هو إلى سبخة وهران، ولما رجعوا رجع، واعتبره من أساطين الطريقة الشاذلية (الدرقاوية). وكان الشيخ الخالدي يرى أن الهجرة الصورية (البدنية) انقطعت، أما الهجرة الروحية فباقية ببقاء الدنيا، ك ٤٨ مخطوط، وقد دفن شرقي وادي مكرة من أرض بني عامر.
(٢) انظر مخطوط ك ٤٨، وقد قرظ سكيرج (الكلمات الشافية) وهو شرح العقيدة الذي وضعه الديسي وأثنى على الناظم (شعيب) والشارح، ومن جهته مدح القاضي شعيب التجانية ودعا بعمارة زاويتها وتكثير عدد أتباعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>