للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الابن الثالث والقريب من سيرة والده، فهو عمر بريهمات، وقد ولد حوالي ١٨٦١ وتثقف كوالده ثقافة مزدوجة، ولكننا لا نعلم الآن أين تلقاها، هل في المدارس الشرعية الفرنسية بعد تنظيمها سنة ١٨٧٦ أو في المدارس العربية/ الفرنسية الأخرى، والذي نرجح الآن هو الاحتمال الأول، وكان عمر أكثر إخوته إنتاجا في ميدان التأليف، وقد أصبح مدرسا بالمدرسة الثعالبية، وتخرج على يديه بعض التلاميذ، وكان معاصرا فيها للشيخين المعروفين: المجاوي، وابن سماية، ولكن الموت أدركه ولما يبلغ الخمسين من عمره، وذلك سنة ١٩٠٩، وقد حصل على وسام التعليم ونيشان الافتخار (١).

ظهر عمر بن بريهمات على الأقل في مناسبتين، الأولى سنة ١٨٩٦ حين أنشد قصيدة في استقبال الوزير كومبس عند زيارته مدرسة الجزائر التي كان عمر يدرس بها، والثانية نشر تأليفه في القانون الفرنسي ومقارنته بالفقه الإسلامي، سنة ١٩٠٨، كانت زيارة وزير التعليم (كومبس) قد تصادفت مع إصلاح المدارس الشرعية الفرنسية سنة ١٨٩٥، وفي حفل أقيم بهذه المناسبة وزعت فيه الأوسمة على مجموعة من المدرسين، منهم عمر بريهمات نفسه (وسام التعليم - الاكاديمية)، قام عمر وألقى قصيدة شكر فيها فرنسا والحاكم العام (كامبون)، والوزير (كومبس)، وهي من الناحية الأدبية فقط تدل على أن الشاعر كان له استعداد كبير لو وجد الجو المناسب، وقد جاء فيها:

قطر الجزائر قم صافح موافيكا ... من أمة هي خير من يصافيكا

واصدح لهم ولها (٢) بالشكر إذ جلبت ... إليك كل نفيس لم يكن فيكا

وطالما كنت قبل الفتح مضطربا ... والسفك يسطو على أجيال ثاويكا

أعيان قوم هم (الإفرنج) أصلا وإن ... قلت الفرنسيس بالأرواح أفديكا (٣)


(١) خصصت له (كوكب افريقية) مقالة طويلة، ٢٦ فبراير ١٩٠٩، ترجمتها عنها ملخصة (مجلة العالم الإسلامي) R.M.M، ابريل، ١٩٠٩، ص ٤٤٣ - ٤٤٤.
(٢) (لها) الضمير يرجع على الأمة الفرنسية المذكورة قبل ذلك.
(٣) المبشر في ١٨ ابريل ١٨٩٦، والقصيدة كاملة، فيها ٢٣ بيتا، وقد أطلق على =

<<  <  ج: ص:  >  >>