للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدي باشا وجامع حسين ميزمورتو، وجامع خضر باشا (١). ولقد واصلت السلطات الفرنسية عمليات التخلص من المساجد إلى فاتح القرن العشرين، فبين ١٩٠٥ - ١٩١١ جرت مناقشات ساخنة في بلدية الجزائر حول هدم الجامعين الرئيسيين الباقين وهما الجامع الكبير والجامع الجديد (التجميل) العاصمة وبناء فندقين مكان الجامعين. ولولا خوف هذه السلطات من ردود فعل المسلمين ومواقف بعض النواب الجزائريين في البلدية، وعلاقة ذلك بموضوع التجنيد الإجباري وحركة الهجرة (٢)، لمضى الفرنسيون إلى الجامعين المذكورين وتخلصوا منهما كما فعلوا مع الجوامع الأخرى ولبقيت العاصمة اليوم ربما خالية تماما من الآثار الإسلامية.

وإليك أسماء مساجد العاصمة ومصائرها:

١ - جامع السيدة: كان من بين المساجد السبعة الرئيسية منذ القرن ١٦ م (العاشر الهجري). أقدم الوثائق التي تتحدث عنه ترجع إلى سنة ١٥٦٤ م. تحدث عنه هايدو الإسباني سنة ١٥٨١ وعده الثالث في الأهمية من بين المساجد السبعة بالعاصمة. اتخذه الباشوات مصلى لهم لقربه من قصر الجنينة (قصر السلطان والحكم). واعتبره ديفوكس من جوامع الدرجة الأولى، لجماله وفخامته. وكان ديفوكس حاضرا، لهدمه سنة ١٨٣٠، ولكنه كان صغير السن، ولذلك اعتمد في وصف طريقة الهدم على زميله أوغست لودويه A. Lodoyer، عضو الجمعية التاريخية الجزائرية، التي أسسها الفرنسيون سنة ١٨٥٥. فقال لودوييه إن جامع السيدة كان أول جامع هدم بالمطارق والفؤوس بأيادي فرنسية، وذلك لضرورة توسيع المجال حول قصر


(١) الجزء الأول من تاريخ الجزائر الثقافي، مرجع سابق.
(٢) أبو القاسم سعد الله، (الحركة الوطنية الجزائرية)، ج ٢، ط. ٤، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ١٩٩١. وقد أخبرنا البروفيسور آلان كريستلو أنه أعد دراسة وقدمها إلى ندوة علمية في أمريكا عن موقف محمد بن العربي (بلعربي) من محاولة هدم الجامع الكبير والجامع الجديد بالعاصمة. ووعدنا بتاريخ ديسمبر، ١٩٩٦ أنه سيرسل إلينا نسخة من هذه الدراسة وقد فعل مشكورا.

<<  <  ج: ص:  >  >>