للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٥٤ كان ما يزال في أيدي المسلمين، حسب رواية ديفوكس (١). ولا شك أن مصيره بعد ذلك كان مصير غيره من المساجد التي هدمت. ولم يشر إليه أوميرا (٢).

٨٧ - مسجد ساباط الذهب: حددته الوقفية بأنه المسجد الواقع بمحاذاة حمام القائد موسى، قرب بير الجباح. ولكنه أصبح معروفا بمسجد ساباط الذهب الذي يعني أنه قريب من الأقواس التي يباع فيها الذهب. ويزعم ديفوكس أن هذا المسجد قد أهمله المسلمون منذ الاحتلال، فأعطى للإسعاف أثناء كارثة وباء الكوليرا سنة ١٨٣٥، ثم في سنة ١٨٤٢ هدم بحجة الأمن العام، وأدرجت أرضه في الدار التي تقع في شارع الأهرام (البيراميد). ويقول أوميرا إن هذا المسجد قد دخل في الطريق العمومي (٣).

٨٨ - مسجد ابن الصديق: ترجعه الوثائق إلى القرن ١٢ هـ (١١٧٠ هـ/ ١٧٥٦ م) حين كان يتولاه المؤذن محمد بن الصديق، فبقي اسم المؤذن (والإمام؟) علما على المسجد. أما الوثائق الأقدم من ذلك فتذكره باسم المسجد الواقع فوق حمام القصبة والملاصق لدار أحمد شلبي، وهناك من يذكره أيضا على أنه جامع سيدي يوسف. ومهما كان الأمر فإن المسجد كان يقع في شارع بلين. ويزعم ديفوكس أن المسجد بقي في أيدي المسلمين إلى ١٨٤٨، ولكنهم أهملوه مدة طويلة، فهدمه الفرنسيون حرصا على الأمن العام، خلال نوفمبر ١٨٥١ (٤). ولا ندري إن كان ديفوكس يجهل سبب إهمال المسلمين - إن كان ذلك صحيحا - للمسجد. إن الذي أدى إلى الإهمال واندثار المسجد هو الحرمان من الأوقاف التي كانت تصونه وحرمان الوكلاء والموظفين من حقوقهم في هذه الأوقاف. فالمسؤول عن الإهمال والهدم


(١) نفس المصدر، ٢٣٢.
(٢) أثناء دراستنا لحياة الشيخ محمد العاصمي وجدنا أنه تولى الإمامة سنة ١٩٢٠ في جامع بورقيسة (وليس ابن الرقيسة). فهل هناك صلة بين الجامعين؟
(٣) ديفوكس، ٢٣٢، وأوميرا، ١٨٥.
(٤) ديفوكس، ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>