للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو منحوا للجامع أوقافه لما افتقر الناس إلى هذا الحد ولما احتاج الفرنسيون إلى هذه الدعاية المكشوفة. وفي سنة ١٨٥٢ أسقطوا منارته (١). وبعد عدة سنوات كتب أرنست ميرسييه عن هذا الجامع قائلا إنه اختفي ليقام مكانه المستشفى المدني (٢).

٢ - جامع القصبة: يرجع إلى العهد الحفصي. وقدر تاريخ تجديد بنائه سنة ٦٨٣ هـ، فهو إذن كان موجودا قبل هذا التاريخ كما لاحظ شيربونو. ولكن مكانته واشتهاره كان في العهد الحفصي، وقد اشتهر بالعلماء الذين درسوا فيه وورد ذكره في كتب عبد الكريم الفكون وغيره. لكن الفرنسيين لم يراعوا حرمة الدين ولا حرمة التاريخ والآثار فعطلوه عن وظائفه وحولوه إلى بناية عسكرية تضم تارة الأسلحة وتارة الأدوية. وفي عهد شيربونو كان الجامع مخزنا لعتاد الهندسة (٣). وقد قال عنه ميرسييه إنه اختفى تماما، من أجل إقامة المستشفى العسكري (٤). وفي كتاب (منشور الهداية) لعبد الكريم الفكون بعض الأخبار عن هذا الجامع الذي كان مقصدا للعلماء. ومن مدرسيه قبل الاحتلال عمار الغربي المعروف بأبي راشد. وكان مفتيا وشاعرا أيضا (٥). وكذلك الشيخ أحمد العباسي.

٣ - الجامع الكبير: وهو يقع بين الساحة المسماة بالبطحاء وسوق الجلود. وكان في خدمة آل الفكون لمدة قرون. وقد جاء ذكره في بعض مؤلفاتهم. وكان مقرار لشيخ الإسلام في العهد العثماني، كما كان يحتوي على أربعين عرصة. ووصفه شيربونو بأنه يشكل في الحي شبه جزيرة، وزعم أنه قد يكون مبنيا على معبد وثني (؟) ولكن الحفريات والبحوث لم تثبت هذه


(١) شيربونو (آثار ..) في (المجلة الشرقية والجزائرية) عدد ٣، ص ٣٢١.
(٢) أرنست ميرسييه، (قسنطينة ...) في (روكاي)، ١٨٧٨، ٩٦.
(٣) شيربونو (آثار)، ٣٢٢. انظر (المجلة الشرقية والجزائرية)، م ٣، ١٨٥٣، ١٦٧.
(٤) ميرسييه (قسنطينة)، روكاي، مرجع سابق ٩٦. لاحظ الاضطراب في العبارة (العسكري أو المدني)، ولا ندري الآن هل الخطأ من ميرسييه أو من نقلنا عنه.
(٥) تعريف الخلف، ٢/ ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>