للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المساجد كانت في حالة إهمال فظيع، وأنهم عجزوا عن القيام بها لحرمانهم من أوقافها.

والمعروف أن وادي ميزاب كان يضم مجموعة من المساجد، منها الكبير والصغير. وليس في بلاد ميزاب زوايا بالطريقة المعروفة في المناطق الأخرى. ولذلك فإن كل المساجد في ميزاب قائمة بذاتها. وقد نص الاتفاق الذي وقع بين أهل ميزاب والفرنسيين سنة ١٨٥٣ على احترام الدين والعادات والتقاليد في المنطقة. ولذلك لا نتوقع أن يكون الفرنسيون قد اعتدوا على مساجد ميزاب كما فعلوا في بعض المناطق الأخرى، على الأقل إلى سنة ١٨٨٢ تاريخ احتلال ميزاب. وقد كان أهل ميزاب حريصين على صيانة مساجدهم، ولكن الفرنسيين طبقوا عليها نفس القوانين بالنسبة للأوقاف، فقد استولوا هنا أيضا على أوقاف المساجد وضموها إلى أملاك الدولة الفرنسية. ورغم ذلك، فإن أهل ميزاب أبقوا على مساجدهم في حالة جيدة فلم تتعرض للخراب والتلف نتيجة الإهمال والحرمان من الأوقاف، كما حدث في بعض الجهات الأخرى. والمساجد في ميزاب كانت للمذهبين الإباضي والمالكي.

وتوجد مساجد إباضية في جهات أخرى مثل تماسين. فقد ذكر بيربروجر منذ حوالي سنة ١٨٥١، أن بها مسجدا (لمرابط) ميزابي، اسمه باعيسى (١). وقريب منه كان يقع الجامع الكبير وهو للمذهب المالكي، ولكن منارة هذا الجامع اعتراها الهرم فأصبحت مهددة بالسقوط فأسقطت سنة ١٨٥٨. وكان ذلك غداة احتلال الواحات الشرقية، ومنها تماسين.

ولم يكن الفرنسيون قد احتلوا وادي ريغ إلا سنة ١٨٥٤. والجامع


= مقام سيدي عقبة) في المجلة الإفريقية، ١٩٠٩ ص ٢٦ - ٤٥. وكان سيمون حاكما لدائرة توقرت.
(١) يذكر تقرير بيربروجر أيضا أن إحدى القباب تحمل اسم الحاج باحمون - الولي الميزابي، وهي تقع خارج المدية في الزاوية الشرقية من ضاحية الحفائرة، ولكن المعروف أن بني ميزاب لا يمارسون التصوف الشائع عند غيرهم من المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>