للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما قلناه عن بسكرة وسوف وتقرت نقوله أيضا عن ورقلة والأغواط وبوسعادة (١)، فكل مدينة من هذه المدن لها مساجدها العتيقة المصانة بالأوقاف قبل الاحتلال، ولكنها تعرضت بعده إلى الإهمال.

ويبدو إن إقليم قسنطينة كان أحرص الأقاليم على بناء المساجد، فالإحصاء يذكر أن هذا الإقليم كان يضم قبل الاحتلال ٨٣٧ مسجدا قديما. وبالإضافة إلى ذلك بنى الناس ٤٦ مسجدا منذ الاحتلال، بينما لم يبن أهل إقليم العاصمة (الوسط) سوى ستة مساجد جديدة، وأهل، اقليم وهران ثلاثة فقط، منذ الاحتلال. فمجموع ما في إقليم قسنطينة من المساجد سنة ١٨٥٣ هو ٨٨٣ مسجدا (٢). ولا ننسى أنه في التاريخ المذكور كانت مناطق عديدة من الإقليم لم تخضع بعد للاحتلال الفرنسي ولا يجري عليها الإحصاء.


= ٧٥٧ هـ)، ثم مسجد فشير، ومسجد الطلبة، ومسجد الرحبة، ومسجد النخلة. من كناش الشيخ التليلي (الفوائد المنثورة)، وصلتني المراسلة منه في شهر يناير، ١٩٩٦.
(١) قرأنا في حوليات معهد الدراسات الشرقية، م ١٠ (١٩٥٢)، ص ٤٣٤ أن السيد جاكمان D. Jacquemin ألقى محاضرة عن (المساجد المالكية في ورقلة)، وذلك في ٢٧ أبريل سنة ١٩٥٢. ولكننا لم نطلع على نص المحاضرة. أما بالنسبة لمساجد بوسعادة فقد ذكر البارون هنري أوكبتان في (مذكرة عن بوسعادة) أن بها ثمانية مساجد بدون منائر. وذكر منها: جامع الدرويش، وجامع الخرخلات (النخلة؟)، وجامع الأعشاش، وجامع الشرفة، وجامع أولاد حميدة، وجامع أولاد زروم، وجامع الأممين، ثم جامع أولاد عتيق. وأسماء الجوامع تتماشى أيضا مع أسماء الأحياء الموجودة فيها. انظر المجلة الإفريقية،. R.A، ١٨٦٢، ص ٥١ - ٥٢. وهذا تاريخ مبكر، ولا بد أن تكون بوسعادة قد شهدت بناء مساجد أخرى بعد ذلك. ومما ذكر أوكبتان أن الجيش الفرنسي قد احتل الجامع الكبير واحتمى به. فأيها يعني بالجامع الكبير؟
(٢) ب. بوليربى (المجلة الشرقية والجزائرية)، عدد ٣، ١٨٥٣، ٦٠ - ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>