للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شارع القناصل في البداية. ثم كان مصيرها الاحتلال العسكري ثم الهدم، كما هو مذكور مع الجامع (١).

٣ - زاوية سيدي الجودي: قال أوميرا إنها كانت تقع في شارع تروا كولور، وأن لها مسجدا، وجبانة كبيرة عمومية. وقد هدمت الزاوية سنة ١٨٣٨ والجبانة سنة ١٨٤٠، وكانت الجبانة قد عطلت منذ الاحتلال. أما الزاوية فكانت تضم رفات الولي سيدي الجودي، وموقعها كان داخل المدينة من جهة باب الواد (٢).

٤ - زاوية الجامع الكبير: رغم قربها بل ملاصقتها للجامع الكبير فقد كانت مستقلة عنه، وكان لها مسجد صغير بدون منارة للصلاة يصلي فيه الطلبة والساكون بها. وكانت الزاوية عبارة عن مدرسة عليا ومسكن للعلماء والغرباء وملجأ للفقراء، وتتألف من طابقين من الغرف، ومطهرة عمومية وعيون جارية، بالإضافة إلى مساكن أخرى لعموم الناس. وإذا كان تاريخ الجامع الكبير يرجع إلى عهد المرابطين فإن بناء الزاوية يرجع إلى سنة ١٠٣٩ (١٦٢٩) بأمر من به الشيخ سعيد قدورة، عالم الجزائر ومفتيها في وقته والذي توارث أباؤه وأحفاده الخطابة والتدريس في الجامع الكبير، وكذلك توارثوا الوكالة عليه وعلى مكتبته الشهيرة. وقد بنيت الزاوية من فائض مداخيل الجامع الكبير. لكن الاحتلال الفرنسي أبى إلا أن يطفئ هذه الشمعة التي كانت تقدم التسهيلات للطلبة والعلماء من أجل البحث والدراسة. وإذا كان الفرنسيون قد انتظروا إلى سنة ١٨٤٣ ليستولوا على أوقاف الجامع الكبير وينفوا مفتيه الشيخ مصطفى الكبابطي،


(١) نفس المصدر، ٨٥. انظر سابقا.
(٢) نفس المصدر، ١٢٩، وأوميرا، ١٨٨. وقد جاء في أحد المصادر أن ضريح سيدي الجودي كان يقع داخل المدينة وأن اسمه علي. انظر (أنشودة جزائرية من القرن ١٨ م). في المجلة الإفريقية، ١٨٩٤، ٣٢٥ - ٣٣٣. وفي هذا المصدر جاء ذكر الأولياء سيدي عبد الرحمن الثعالبي، وسيدي علي الفاسي، وسيدي ولي دادة، وسيدي عبد القادر. وكذلك الرجال السبعة، بالإضافة إلى سيدي الجودي.

<<  <  ج: ص:  >  >>