للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحتى يضحك الفرنسيون على مشاعر المسلمين نشرت جريدة الأخبار في عدد ٣٠ ديسمبر ١٨٤٥، خبرا قالت فيه إن السلطات قد اتخذت إجراءات لنقل رفات سيدي منصور وأفراد عائلته من القبة إلى زاوية الشيخ الثعالبي. وقال الإخبر إن الرفات قد حملتها كوكبة من جنود الزواف (١). ومشى خلفهم حوالي أربعين من المسلمين. والملاحظ أن الجريدة قالت إن الرفات ستظل في زاوية الشيخ الثعالبي (مؤقتا). وكان سيدي منصور يسكن في دكانه فمات فيه وقبر هناك، وله عند نقل رفاته حوالي ثلاثة قرون. وكانت له أوقاف عظيمة لشهرته بين الناس (٢).

١٧ - قبة سيدي محمد بن خليفة: وكانت تقع غير بعيدة من قبة ومسجد سيدي السعدي، واختفت أيضا لفائدة الليسيه الفرنسي منذ الستينات (٣).

١٨ - قبة سيدي أبي التقى (بتقة): وهي قبة للفقراء والمرضى والعجزة. ويرجح أن سيدي أبا التقى كان معاصرا لحملة شارلكان على الجزائر سنة ١٥٤١، وكانت تقع على يمين باب عزون على حافة البحر. وكان يديرها (بيت المال) باعتبارها من المؤسسات الخيرية العامة، ولها أوقاف عامة وأخرى من بيت المال. وكان لها بالإضافة إلى ذلك حمامات وجبانة وميضات عمومية. ومنذ أوئل الاحتلال احتلتها على التوالي فرقة الهندسة العسكرية ثم الأشغال العمومية. وبين ١٨٤٢ و ١٨٥٤ سلمتها السلطات الفرنسية على التوالي لتكون سوقا للزيت ثم سوقا للحبوب، وقد قاومت مع ذلك، ولم تسقط نهائيا، كما قالوا، إلا أثناء عمليات بناء ساحة نابليون وشارع قسنطينة (٤).


(١) أصل الكلمة (الزواوة)، وهي أقدم من تاريخ الاحتلال. واستعمال الجنود الزواوين في الخدمة العسكرية كان شائعا في الجزائر وتونس، قبل ١٨٣٠.
(٢) نفس المصدر، ٢٠٢.
(٣) أوميرا، ١٩٥.
(٤) ديفوكس، ٢٠٦. وتذكر المصادر أن هذه المؤسسة الخيرية - الاجتماعية كانت أيضا مسكنا لحفار القبور الذين يصونون الجبانات. انظر أوميرا، ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>