للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أقسى ثورة واجهها العثمانيون في الجزائر هي التي وقعت سنة ١٢٤٦ (١٨٣٠). وقد طمع الحضر في الحكم بعدهم ومدوا أيديهم إلى الفرنسيين لمساعدتهم على استلام السلطة السياسية من العثمانيين. وخرج البعض ينتقد تصرفاتهم، كأحمد بوضربة وحمدان خوجة، ورفض محيي الدين والد الأمير عبد القادر رئيس الطريقة القادرية وشيخ الطريقة التجانية أن يمدا يد المساعدة إلى الباي حسن في وهران، كما رفض الأمير عبد القادر التحالف مع الحاج أحمد، باي قسنطينة، الذي ادعى أنه الوريث الشرعي للنظام العثماني. وكان اعتماد الشعب الجزائري على نفسه في مقاومة الفرنسيين أكبر درس للعثمانيين الذين خرجوا من الجزائر غير مأسوف عليهم من قبل أغلب السكان (١).


= كي قصة الأجواد مع أتراك النوبة ... يوم أن فزعهم ابن الشريف أوجاوا
(١) كان في مدينة الجزائر وحدها حوالي ثلاثة آلاف عثماني سنة ١٢٤٦ (١٨٣٠) وقد وضع الفرنسيون العزاب منهم في سفن حملتهم إلى أزمير. ثم حملوا حوالي ألف متزوج منهم أيضا إلى نفس المكان. أما الباقون فقد ظل بعضهم يحارب مع جيوب المقاومة أمثال مقاومة الحاج أحمد باي قسنطينة، وانضم بعضهم إلى الجيش الفرنسي، كما هاجر بعضهم طوعا إلى المشرق. انظر (نظرة على حملة إفريقية سنة ١٨٣٠)، باريس ١٨٣١ وكتابنا الحركة الوطنية ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>