للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائريين المعاصرين (١). وفي سنة ١٩٠٤ أصدر العربي فخار في وهران جريدة (المصباح)، وقد رأى منها آجرون أعدادا ترجع إلى ١٩٠٤ - ١٩٠٥. وكان العربي فخار أستاذا في تلمسان، وقد تعاون معه أخوه ابن علي فخار الذي كان أيضا استاذا للشريعة الإسلامية في ليون (فرنسا). وكانت المصباح جريدة أسبوعية مزدوجة اللغة. وكانت تعبر عن اتجاه النخبة الإندماجية، حسب تعبير آجرون، وهي تخدم العرب بفرنسا وتخدم هذه بالعرب. وكان أصحاب هذا الاتجاه عموما يريدون أن يكونوا صلة وصل بين العرب الجزائريين والفرنسيين. ولذلك كانت الجريدة تسعى إلى إيقاظ الجزائريين من سباتهم الطويل. فنادت بالمدارس ونشر الأفكار الفرنسية، وبأن يأخذ الفرنسيون في الاعتبار آراء الجزائريين المتحررين والمتطورين (النخبة الاندماجية) (٢). أما شعار جريدة المصباح فهو (من أجل فرنسا بالعرب، ومن أجل العرب بفرنسا)، وهو شعار سيتردد عند بعض الصحف الأخرى حتى بين الحربين.

وحين انتقلت (الإسلام) من عنابة، إلى العاصمة، أنشأ عبد العزيز طبيبال جريدة أخرى في عنابة بعنوان (اللواء الجزائري) أو الراية. وكان يحررها إبراهيم مرداسي ورجل فرنسي اسمه قوفيون. وكانت (اللواء) أيضا جريدة أسبوعية وباللغة الفرنسية، كما كانت تعبر عن النخبة الاندماجية. وكان إنشاؤها في نوفمبر سنة ١٩١٠. ولا ندري كم عاشت (٣). وفي هذه الأثناء (١٩٠٣) أنشأت الأخبار قسمها العربي وعهدت به إلى الشيخ عمر بن قدور.

ثم أنشأ ابن قدور نفسه جريدة (الفاروق) باسمه أوائل سنة ١٩١٣ واستمرت إلى ١٩١٥. وهي تعتبر من الصحف الوطنية الناجحة، لأن


(١) انظر الحركة الوطنية، ط ٣، الجزائر، ١٩٩٠، ت ٢، ص ١٤٠. بالنسبة (للنصيحة) المذكورة قال عنها علي مرحوم انها ظهرت سنة ١٨٩٩، وأما الشيخ المدني فأخبر إنها صدرت ١٩٠٤. ولا ندري الحقيقة لعدم اطلاعنا عليها.
(٢) آجرون (الجزائريون المسلمون) ١/ ١٠٣٥. قال آجرون إنها عاشت عاما بصعوبة. وكان لها حوالي ٧٠٠ مشترك.
(٣) نفس المصدر، ص ١٠٣٦. عن (الإسلام) انظر لاحقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>