للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مع جمعية العلماء، أعاد إصدار جريدة (الإصلاح) سنة ١٩٤٠ (١). كان ذلك في الوقت الذي توقفت فيه الصحف المستقلة والحرة عن الصدور لأسباب ذكرناها. ورغم أنها كانت مفيدة في محتواها وتناولت موضوعات ذات صلة بالقضية الوطنية كحقوق الجزائريين وفصل الدين الإسلامي عن الإدارة الفرنسية، والإصلاحات السياسية، فإن (الإصلاح) كانت محل شبهة لأنها لا تنشر إلا ما ترضى عنه الرقابة الفرنسية (٢). ولكن الإدارة الفرنسية نفسها قد مرت بتعديلات وتطورات سيما بعد هزيمة فرنسا أمام الألمان، ونزول الحلفاء في الجزائر، وصدور البيان الجزائري، وتكوين أحباب البيان، وانتفاضة ٨ مايو، الخ. وقد استمرت الإصلاح في الصدور إلى حوالي ١٩٤٨. وكان العقبي من أبرز كتابها.

ومن الممكن أن نذكر مجموعة من الصحف كانت توالي حركة الإصلاح والاتجاه الوطني ولكنها ليست تابعة لجمعية العلماء ولا لمدرسة ابن باديس. ومن ذلك جريدة (البرق) التي أنشأها عبد المجيد الرحموني بقسنطينة في مارس ١٩٢٧. وهي جريدة تتخذ شعارها (خدمة الوطن والمصلحة العامة). وكانت تتبنى الانتقاد السياسي، وتتناول الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية. ولذلك لم تتحملها الإدارة الفرنسية وأوقفتها بعد عدد واحد فقط بقرار إداري. وكم للصحف العربية من ضحايا في هذا الميدان.

وظهرت في ديسمبر سنة ١٩٣١ جريدة (المرصاد) الأسبوعية، لمحمد عبابسة الأخضري، وكان صاحب الامتياز هو محمد الشريف جوكلاري، وهو فرنسي اعتنق الإسلام، ولكن اسم المحرر الحقيقي لها بقي خفيا (٣)، وكانت الجريدة موالية لجمعية العلماء، كما كانت تؤيد حركة النواب


(١) عن ذلك انظر كتابنا الحركة الوطنية، ج ٣.
(٢) من يقرأ جريدة (الإصلاح) سنوات الحرب العالمية الثانية سيلاحظ فراغات أو بياضات نتيجة تدخل الرقابة.
(٣) سيظهر اسم جوكلاري أيضا مع جريدة (صوت الشعب) وقد نوه به مالك بن نبي في مذكراته.

<<  <  ج: ص:  >  >>