للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة إلى نشاطه الإصلاحي والسياسي، أديبا وشاعرا، ومن خريجي مدرسة قسنطينة الرسمية. أما من حيث المهنة فقد كان عدلا بالمحاكم الإسلامية، وهي من الوظائف القليلة التي بقيت للقضاة المسلمين الجزائريين بعد احتكار القضاء الفرنسي لمختلف القضايا في المحاكم. وكانت جريدة (الدفاع) هي لسان حال الوطنية ذات الطابع الإصلاحي (١).

وبدرجات متفاوتة كانت البلاغ والإخلاص ولسان الدين (الثانية) تقف في الصف المعارض للإصلاح وجمعية العلماء. صدرت (البلاغ الجزائري) جريدة أسبوعية من مدينة مستغانم ثم انتقلت إلى العاصمة. كانت تحت إشراف الطريقة العليوية (طريقة الشيخ أحمد بن عليوة الدرقاوية الشاذلية). ولأول مرة في الجزائر، على حد علما، تنشئ طريقة صوفية جريدة للدفاع عن قضايا التصوف. ولكن البلاغ لم تكن فقط جريدة طريقة، بل كانت أيضا جريدة إخبارية عامة تناولت مختلف القضايا الجزائرية، وقد وقفت ضد التنصير ودافعت عن اللغة العربية، واهتمت بالحياة العامة، بما فيها السياسة. ويقول الشيخ المدني إن (لها برنامج ديني إسلامي وطني)، ولكنها دافعت أيضا. عن التصوف والطرقية (٢).

صدرت البلاغ سنة ١٩٢٦ مع عيد الميلاد المسيحي (٢٤ ديسمبر). وكان يشرف عليها محمد محيي الدين حدوني الذي لا نعرف عنه الآن أكثر من هذا. وتعتبرها الحركة الإصلاحية خصمة لها لمدافعتها عن الطرقية، سيما بعد حادث التعرض لحياة ابن باديس سنة ١٩٢٧. وكانت المهاترات قوية من الجانبين. وقد توفي الشيخ ابن عليوة سنة ١٩٣٤ (٣)، ولا ندري متى توقفت


(١) البرقية تشير إلى تصويت المجلس الإداري لجمعية العلماء سنة ١٩٣٨ على السكوت أو إرسال برقية ولاء وتأييد إلى فرنسا ضد الفاشيستية. وكانت الأغلبية في المجلس لصالح السكوت، وكان العقبي والعمودي أقلية. وقد عاش العمودي إلى الخمسينات حتى اغتيل في العاصمة على يد غلاة الاستعمار (اليد الحمراء).
(٢) المدني (كتاب الجزائر)، ص ٣٤٥.
(٣) عن حياة وفكر الشيخ ابن عليوة، انظر فصل الطرق الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>