للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية والإسلامية والوطنية، وكان عضوا، في جمعية العلماء عندما تأسست. وقد تبنى أيضا الدفاع عن الوحدة الوطنية والتصالح المذهبي، وهو من أتباع المذهب الأباضي، وكان ينشر عن الحركات الوطنية والعربية في تونس ومصر وسورية وفلسطين وغيرها، ومعجبا بالأبطال الإسلاميين أمثال سليمان الباروني وشكيب إرسلان.

ولذلك فإن صحافته كانت صدى لكل هذه الأحداث. بدأ بجريدة وادي ميزاب التي صدرت في العاصمة في أكتوبر ١٩٢٦. وبعد أربعة أشهر عطلتها الإدارة الفرنسية، والتعطيل معناه في لغة ذلك الوقت أنها كتبت ما لا ترضى عنه الإدارة، وهو عادة ما يخدم القضية الوطنية والقضايا العربية والإسلامية الأخرى. وبعد ذلك أصدر أبو اليقظان جريدة ميزاب سنة ١٩٣٠، ثم عطلت أيضا من قبل الإدارة، وهكذا ظل يصدر الجريدة بعد أن يغير عنوانها فإذا عطلتها الإدارة أصدر جريدة أخرى، فكان في صراع بين الحق والباطل، مع استماتة في المبادئ، وتضحية في سبيل الوطن والصحافة.

وإليك أسماء صحف أبي اليقظان على التوالي بعد التي ذكرناها: المغرب ١٩٣٠، صدر منها ٣٨ عددا، والنور ١٩٣١، صدر منها ٧٨ عددا، والبستان ١٩٣٣ صدر منها عشرة أعداد، والنبراسں ١٩٣٣، صدر منها ستة أعداد فقط؛ والأمة ١٩٣٣، صدر منها ١٧٠ عددا؛ والفرقان ١٩٣٨، صدر منها ستة أعداد فقط (١). ثمانية صحف أنشأها أبو اليقظان خلال حوالي اثنتي عشر سنة. وقد أنشأ لها مطبعة في العاصمة، ولا ندري من كافح مثله من أجل رسوخ الصحافة في ذلك العهد، وكدنا نقارنه بعمر بن قدور وعمر


(١) رجعنا بالنسبة للصحافة العربية إلى الشيخ علي مرحوم (الثقافة) مرجع سابق، عدد ٤٢، وإلى محمد ناصر (الصحف العربية الجزائرية)، وإلى الشيخ أحمد توفيق المدني (كتاب الجزائر)، بالإضافة إلى علي مراد (تكوين الصحافة الإسلامية)، وهو بحث نشره في مجلة معهد الدراسات العربية التي كان يصدرها الآباء البيض في تونس. I.B.L.A . المجلد ٢٧، ١٩٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>