للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثة أو أربعة أعداد فقط، ثم زج بأصحابها في السجن، وأصحابها المذكورون في العدد الثاني هم مصالي الحاج - المدير السياسي، ومفدي زكريا - رئيس التحرير، ومحمد مسطول - أمين المال، وفانفاني - صاحب الامتياز (وهو إيطالي). أما اسم محمد قنانش فغير موجود. وقد صدر العدد الثاني في ١٥ أكتوبر ١٩٣٧. وكانت تصدر يوم الجمعة كل أسبوعين. ولكن تجربة جريدة (الشعب) كانت قصيرة، رغم أنها جريدة وطنية تحمل أفكار الحزب الاستقلالية والوحدوية وروح مفدي زكريا المتألقة.

وحاول حزب الشعب تجربة الصحافة مرة أخرى على أرض الجزائر سنة ١٩٣٩، فكان اضطهاد الصحافة في الجزائر أكثر منه في فرنسا، لأن القوانين، رغم وحدة البلاد الفرنسية في الظاهر، غير واحدة، بالنسبة للجزائريين ولغتهم ودينهم، وكل شيء يتعلق بهذه الأمور فهو استثنائي في القانون الفرنسي. أنشأ الحزب إذن صحيفة جديدة باسم (البرلمان الجزائري)، ٣ جوان ١٩٣٩ (١). وهي جريدة للدفاع عن حقوق الشعب وتحريره، وجاء فيها بالعربية (جريدة وطنية نصف شهرية تدافع عن حقوق الجزائر العربية). وكانت تصدر بالعاصمة، والمراسلات إليها توجه إلى أحمد بوده، أحد أعضاء الحزب الذي كان من مزدوجي اللغة. ولكن ثقافته كانت بسيطة ولا يملك أكثر من الإخلاص والتفاني في حب الوطن (٢). وكان اسم الجريدة يعبر عن فكرة جديدة للحزب، وهي إنشاء برلمان في الجزائر ينتخب عن طريق الاقتراع العام - دون تمييز بين الجزائريين والفرنسيين -. وهي فكرة نقيضة تولدت بالخصوص بعد مطالب المؤتمر الإسلامي الجزائري سنة


(١) كان حزب الشعب عندئذ لا يؤمن بالتمثيل النيابي للجزائريين في البرلمان الفرنسي، كما طالب بذلك من حضر المؤتمر الإسلامي الجزائري سنة ١٩٣٦، فكان الحزب يؤمن بإنشاء برلمان جزائري، ومن ثمة جاء عنوان الجريدة، ولكن الحزب عدل عن هذا الموقف بعد الحرب العالمية الثانية ورشح أعضاءه لعضوية البرلمان الفرنسي وفاز بعضهم بذلك.
(٢) نسخة منها (العدد الثاني) موجودة عند السيد محمد قنانش.

<<  <  ج: ص:  >  >>