١٩٤٨ صدرت (الثمرة الثانية) في تونس أيضا فكانت كسابقتها مليئة بالخواطر والموضوعات الأدبية والاجتماعية التي تعكس حياة الطالب الجزائري المسؤول والمتطلع إلى بناء وطنه.
ولا ندري كم صدر من مجلة (الفضيلة) التي ظهرت حوالي ١٩٣٥ وكان قد أنشأها السيد موسى خداوي في تلمسان؟. كما لم يظهر من مجلة (العبقرية) الشهرية سوى ثلاثة أو أربعة أعداد. وكان قد أصدرها في تلمسان عبد الوهاب بن منصور سنة ١٩٤٨. وهي مجلة جامعة ولكن يغلب عليها الأدب والتاريخ والثقافة العامة.
ومثلها كانت مجلة (أفريقية الشمالية) الشهرية التي أنشأها في العاصمة إسماعيل العربي في نفس السنة (١٩٤٨). وكانت على صغر حجمها قد اهتمت بالتربية والتاريخ والترجمة عن اللغة الفرنسية وغيرها. ولو طال عمرها واستقر صاحبها لكانت طالعة جيدة في عالم المجلات العربية في الجزائر. غير أنها لم تعمر إلا حوالي ثلاثة أعداد.
والمجلة الأخرى التي طال عمرها نسبيا هي (صوت المسجد) التي كان يشرف على تحريرها الشيخ محمد العاصمي، وكان العاصمي في نفس الوقت هو رئيس (الجمعية الودادية لرجال الديانة الإسلامية في القطر الجزائري). فقد ظهرت أيضا سنة ١٩٤٨ بالعاصمة واستمرت إلى فاتح ١٩٥١. وكانت مجلة شهرية أدبية ودينية واجتماعية، وكانت رسالتها جمع كلمة رجال الدين الإسلامي حول الإدارة الفرنسية، ولذلك كانت تصطدم بحركة جمعية العلماء. وقد تولى الشيخ العاصمي نفسه الفتوى والإمامة من قبل الإدارة المذكورة (١). وجاء في شعارها الرسمي أنها (لسان حال رجال الديانة
(١) عن (الفضيلة) و (العبقرية) و (أفريقية الشمالية) و (صوت المسجد) انظر أيضا علي مرحوم، (الثقافة)، مرجع سابق، عدد ٤٢. وقد اطلعنا على أعداد من هذه المجلات، عدا (الفضيلة). انظر أيضا رسالة الباحث أحمد مريوش، وقد جاء فيها أن مجلة (صوت المسجد) قد صدر منها ٢١ عددا، وتوقفت للعجز المالي، وهو تبرير غير مسلم به.