للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الكتاب الصغير أمثلة عن تحرر بعض العلماء مثل الشيخ حسن العطار الذي كان شيخا للأزهر، ومع ذلك كان يخالط الفرنسيين متحررا في آرائه. وقد اشتمل (هدية الإخوان) أيضا على أشعار في مدح الفرنسيين نظمها محمد الشاذلي وغيره. ومهما كان غرض بواسوني فإن هذا الكتيب الأول من نوعه قد لصق باسم العنتري (١).

أما ثاني التقاويم فهو الذي أصدره الشيخ محمود كحول سنة ١٩١١ وقد استمر ثلاث سنوات، وكان مفيدا للغاية ومتنوعا. وكان اسم المستعرب لويس بودي يرافق اسم الشيخ كحول. ونظرا للإتقان العلمي والفني ونظام الطبع ووفرة الصور الخ ... فإننا نعتقد أن إدارة الشؤون الأهلية هي التي كانت وراء هذا التقويم، فهي التي كانت تموله وتمده بالمعلومات والوسائل، ولكن تجربة الشيخ كحول في التعليم وفي المبشر وفي كوكب أفريقية، واطلاعه الواسع على الأدب العربي والتاريخ والدين والفلسفة جعلته يعطي (للتقويم الجزائري) - كما كان يسمى - مكانة مرموقة بين التقاويم.

وقد جاء في ديباجة العدد الأول (١٩١١) هذه الشكوى والأمل المعقود على التقويم: (ويعلم الله أننا تحملنا عبء هذا المشروع وعناءه في باكورة أعوامه، ونفوسنا تحدثنا بأنه سيلقي من عموم القراء والمشغوفين بالتهافت على رياض الأدب وحدائقه إقبالا عظيما يشد عضده .... ويؤازره على التدرج في مدارج الحياة ... ويكون ذلك برهانا ساطعا على دبيب الحياة في عروق إخواننا ونموها ... وفي ذلك حجة بالغة على تقديرهم هذا العمل الذي يكون به للجزائرية ذكر عاطر بين إخوته من الأقطار العربية:

وما الحياة بأنفاس نرددها ... إن الحياة حياة الفكر والعمل) (٢)


(١) عن العنتري انظر رسالة العنتري إلى فيرو في كتابنا (أبحاث وآراء) ج ٣. وكذلك كتابنا (القاضي الأديب: الشاذلي القسنطيني) وفصل التاريخ والرحلات.
(٢) مقدمة العدد الأول من (التقويم الجزائري)، سنة ١٩١١. وكلمة (الجزائرية) تعني في ذلك الحين البلاد الجزائرية أو القطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>