للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى من هذا القرن. أما قبل ذلك فلم يكن يوجد سوى نوعين من الجمعيات المدعومة من الحكومة العامة أيضا، وهي الجمعيات الخيرية التي تتولى الاشراف على توزيع المساعدات الخيرية والصدقات على الفقراء في المدن، والثانية جمعيات الاحتياط التي تتألف عادة من المزارعين لحماية الفلاحين في السنوات العجاف (١).

أعطت السلطة الفرنسية إذن الضوء الأخضر لتكوين الجمعيات التعليمية والاجتماعية منذ أول هذا القرن. فظهرت في العاصمة عدة تنظيمات أبرزها الجمعية الرشيدية والجمعية التوفيقية. وقد رأسها في الظاهر بعض الجزائريين المتجنسين بالجنسبة الفرنسية والمتخرجين من المدارس الفرنسية، أمثال د. بلقاسم بن التهامي، ومحمد صوالح، ود. الطيب مرسلي، ومختار الحاج سعيد، والشريف بن حبيلس. فظهور الجمعيات إذن كان في أوساط المثقفين بالفرنسية المعروفين بالاندماجيين. وقد اندفع معهم عدد آخر من المثقفين بالعربية ومن رجال الدين فساندوهم بإلقاء محاضرات في موضوعات محددة، ومنهم: المفتي ابن الموهوب في قسنطينة والمجاوي في العاصمة والقاضي شعيب في تلمسان.

والموضوعات التي عالجتها هذه الجمعيات لم تدخل ميدان المسرح والتمثيل ولا الحياة الفنية. وإنما دخلت ميدان التعليم والتوعية وتنشيط


(١) الجمعيات التعاونية كانت موجودة قبل الاحتلال وظلت موجودة بعده إلى حوالي ١٨٥٠ حين حلها الفرنسيون خوفا منها. كما أن الباحثين تحدثوا عن جمعيات سرية مثل الجمعية الدينية التي ظهرت في السبعيات وتراسلت مع السلطات العثمانية. انظر عبد الجليل التميمي (بحوث)، تونس ١٩٧٢. وقد وجدنا ما يدل على أن الأمير مصطفى فاضل - وهو أخو الخليوي اسماعيل والي مصر، كان له دور في الجمعية الدينية التي تراسلت باسم الجزائر مع السلطان العثماني طالبة منه العون ضد فرنسا، وقد ثبت أيضا أن ابنة الأمير المذكور كانت متزوجة من خليل بوحاجب بن سالم بوحاجب العالم والمصلح التونسي الذي تعاون مع خير الدين باشا التونسي في إصلاحاته خلال السبعينات. وعندما زار الشيخ محمد عبده تونس زيارته الأولى سنة ١٨٨٤ نزل عند خليل بوحاجب وزوجته الأميرة نازلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>