ومن الهدايا، ولا نظن أنه كان يشتري الكتب نظرا لفقره. والحاج علي بن القيم من مواليد قمار في أول القرن الثالث عشر الهجري. وتوفي حوالي ١٩٠٨. وهو الحاج علي بن محمد بن مبارك المعروف بالقيم (بكسر القاف ومدها). وما تزال به بقايا مكتبة يبدو أنها كانت هامة، وهي عند ورثته في قمار. وقد ضاع جلها وتآكل الباقي المحفوظ في صناديق وحقائب. وقد تفضل بعض الورثة فتركوني اطلع وأعمل في المكتبة إلى أن قضيت منها حاجتي سنة ١٩٨٣. وكان الشيخ علي حاذقا في فن النسخ الذي كان يكتسب منه، فينسخ الكتب ويبيعها، وكان بعض الأعيان يطلبون منه نسخ كتاب معين فيفعل ويأخذ على ذلك أجره، وهكذا.
وأثناء تنقلاته كان بعض الأعيان يهدونه الكتب المطبوعة ذات الأجزاء أحيانا. ولعلهم كانوا يهدونه مخطوطات أيضا. وكان بعضهم يحبس عليه الكتب تحبيسا. وقد وجدنا نماذج من ذلك. ففي سنة ١٣٢٤ (١٩٠٧) حبس عليه الحاج الأخضر بن محمد بن الطيب، باشاغا الأرباع، كتاب (المدونة) المطبوع، في أربعة أجزاء. كما حبس عليه السيد النوي بن القندوز كتاب شرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر الشيخ خليل. وحبس عليه السيد مسعود بن الحاج النوي جميع أجزاء حاشية الدسوقي على الدردير، في أربعة أجزاء مطبوعة أيضا، وتاريخ التحبيس هو ١٣ شوال ١٣٢٦.
ومن آثار المكتبة شرح بهرام على مختصر خليل، وهو شرح يعود إلى سنة ٧٩٧ هـ وأما نسخه فيعود إلى حوالي قرن بعد ذلك (٨٩٠)، ونسخة من الدرة النحوية لابن يعلي الفاسي، وهي من نسخ محمد المهزيل (المزيلي؟) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الدائج بن علي الغريسي عام ١١٤٠ (١). وشرح الجرومية للراعي الأندلسي منسوخ بالجزائر عام ١١٤٠.
(١) في نسب وأخبار محمد المهزيل (المزيلي؟) إضافات منها أنه غريسي المنشأ (قرب مدينة معسكر) القاطن بالقشاشية (أي المدرسة القشاشية التي كانت بالعاصمة خلال العهد العثماني والتي هدمها الفرنسيون هي والجامع الذي يحمل نفس الاسم، جامع (القشاش). ويضيف أنه جزائري الإقليم - نسبة إلى مدينة الجزائر. وأسرة الدائج =