للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اجتماعية) تهتم بمصالح العرب والمسلمين القومية والمحلية. وكانت لها مصالح وفية (تلغرافية) في القاهرة حيث تأتيها الأخبار الرسمية. أما طباعتها فقد كانت في المطبعة الأميرية بمكة. والملاحظ أنها كانت تنقل عن جريدة (المستقبل) التي كانت تصدر في فرنسا. وكان علي الغاياتي المصري يكتب في (المستقبل) عن جماعة تركيا الفتاة (جون ترك) مثلا فتنقل عنه (القبلة). ويهمنا من أخبار القبلة أنها كانت تشير إلى الجزائريين الذين حلوا بالحجاز فرارا من الأتراك والألمان، وهي بذلك تشير إلى هجرة الجنود أو فرارهم إلى الحجاز، وذلك في عددها ٤٦. أما في العدد ٥٢ فإن القبلة نشرت خبرا، آخر يتعلق بجزائريين رافقوا ملك الحجاز (الشريف حسين) عند زيارته لإحدى الثكنات. وهؤلاء الجزائريون كانوا من الضباط، وربما كان المقصود بهم العقيد قاضي سابق الذكر وزملاءه (١).

ولعل الخبر الذي ساقه لويس ماسينيون يفسر ما ذكرته مجلة العالم الإسلامي عن وجود ضباط جزائريين رفقة الشريف حسين في إحدى الثكنات. فقد جاء في نفس المجلة سنة ١٩١٩ أن أحد الضباط، واسمه رحو، قد قتل أثناء حمايته لإنسحاب الشريف عبد الله (؟) في الحرب التي جرت في الخرمة قرب الطائف بين خالد بن لؤي وغيره من الوهابيين وفرق الحجاز. والغريب أن ماسينيون يقول إن الفرنسيين فقدوا في الحرب المذكورة (فرنسيا جيدا ومسما جيدا)، وهو يعني بذلك النقيب رحو الذي ربما كان في خدمة الأمير عبد الله بن الشريف حسين (٢).


(١) مجلة العالم الإسلامي. R.M.M، عدد ٣٤، ١٩١٦، ص ٣٢٠ - ٣٢٨. وقد حللت أعدادا من جريدة القبلة.
(٢) ماسينيون، (عن مصادر الوهاية ...) في مجلة العالم الإسلامي. R.M.M عدد ٣٦، ١٩١٩، ص ٣٢٠ هامش ١. من الذين هاجروا أيضا إلى الحجاز واستقروا فيه قدور بن سليمان أحد شيوخ التصوف، وكان قد أخذ الطريقة الشاذلية والتجانية قبل هجرته. ولا نعرف تاريخ ذلك، ولكنه قد يكون هاجر في آخر القرن الماضي (حوالي ١٨٨٩). وكان كثيرا ما يراسل أهل بلدته مستغانم، وفي تاريخ ٣٢١ (١٩٠٣) كان ما يزال بالمشرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>