للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائريين في المغرب في مختلف المراحل. ولكننا نذكر أن معظم هذه الهجرة كانت بين ١٨٣٠ - ١٨٤٨، ١٩١٢. وفي أوائل الاحتلال هاجر بعض الأعيان من العاصمة أيضا أمثال مصطفى بو ضربة وابن أخيه أحمد الذي اشتهر بدوره في المفاوضات عند الحملة الفرنسية. ومنهم القاضي عبد العزيز الذي استقال من وظيفه (١٨٣٤) احتجاجا. على تدخل السلطات العسكرية الفرنسية في المحكمة الإسلامية (١).

ورغم كثرة اللجوء إلى المغرب فإن عدد المهاجرين المستقرين فيه لم يكن كبيرا. فهل ذلك راجع إلى أنهم كانوا يتخذونه للعبور فقط؟ أو راجع إلى أن اللاجئين (المهاجرين) قد رجعوا إلى الجزائر بد استقرار الوضع؟ إن الغالب عندنا هو الاحتمال الثاني، لأن القبائل المهاجرة قلما كانت تطيل الإقامة في المغرب، أما الأفراد فكانوا يفعلون، ولا سيما إذا كانوا من ذوي العلم والثقافة والتجارة وغيرها من المهن الحرة. وإلى الحرب العالمية الأولى كان مجموع من كان بالمغرب من المهاجرين لم يتجاوز الثلاثين ألفا. وفي بعض المصادر التي ترجع إلى ١٩٠٧ (قبل الحماية الفرنسية) فإن عدد المهاجرين الجزائريين بالمغرب بلغ العشرين ألفا، منهم خمسة آلاف في فاس، وهو عدد قليل بالقياس مثلا إلى تونس والشام، وبالنظر إلى كثرة المترددين على المغرب. ويذكر مصدر آخر يرجع إلى سنة ١٩٠٨ أن عدد الجالية الجزائرية بوجدة كان فقط ألفا وخمسمائة (٢).

يذكر بلير أن معظم المهاجرين في المغرب جاؤوا من معسكر، سيما الحشم والمشارف، ثم تلمسان ومستغانم والجزائر ووهران والبليدة


(١) انظر ذلك في فصل السلك الديني والقضائي.
(٢) دراسة ميشو بيلير M. BELLAIRE التي سماها (مسلمو الجزائر في المغرب) كما نشرها في (الأرشيف المغربي) المجلد ١١، وقد نشرت منها (مجلة العالم الإسلامي) فصلا تحت عنوان (المسلمون الجزائريون في المغرب وسورية)، عدد ١٩٠٧، ص ٤٩٩ - ٥٠٦. وكذلك دراسة أو تقرير موجان Maugin في (ملحق أفريقية الفرنسية)، سبتمبر ١٩٠٨، ص ٩٨٩ - ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>