مختار كان من المؤسسين لعدة تنظيمات لصالح الجزائر والمغرب العربي، منها (جمعية الجالية الجزائرية)، و (لجنة الدفاع عن الجزائر)، ثم (جبهة الدفاع عن افريقية الشمالية) وكانت الأخيرة قد تأسست في ١٨ فبراير، سنة ١٩٤٤ (١).
وكان الشيخ طاهر السمعوني قد جمع بين الفكر والسياسة، وسنتحدث عن آثاره في بلاد الشام، وإنما نقول هنا إنه جاء إلى مصر خوفا من فتك الأتراك به بعد أن ثبت لديهم تعامله مع أعدائهم ونظرا لإيمانه بالقومية العربية وانضمامه إلى حزب اللامركزية الذي كان يطالب بدور بارز للعرب ضمن الدولة العثمانية. وقد حكم جمال باشا والي سورية بقتل سليم السمعوني (وهو ابن أخ الشيخ طاهر) لدوره في حركة القومية العربية. وفي مصر أيضا التقى الشيخ طاهر بالشيخ أبي يعلى الزواوي الذي حل بمصر بعد الشام، والذي ربما كان على صلة بالقنصلية الفرنسية فيها لأنه (أي الزواوي) كان يعمل بالقنصلية الفرنسية في دمشق إلى حوالي ١٩١٥. وقد ساهم الزواوي في الصحف والمجلات هناك وفي سورية.
ومن أبرز النشطين السياسيين الجزائريين الذين زاروا مصر نذكر علي الحمامي صاحب رواية (ادريس) النضالية، وقد نشرها بالفرنسية في القاهرة. كما التحق الشاذلي المكي بمصر إثر حوادث ٨ مايو ١٩٤٥ ثم أصبح ممثلا لحزب الشعب فيها. وبعد تكوين جمعية الشبان المسلمين والجامعة العربية وتأسيس مكتب المغرب العربي في مصر، نشطت الحركة السياسية التي كان
(١) الفضيل الورتلاني، (الجزائر الثائرة) بيروت ١٩٥٦، ص ٢٨٤. حسب هذا المرجع فإن الرئيس لجبهة الدفاع هو الشيخ محمد الخضر حسين، ونائبه هو الأمير مختار. انظر ما كتبته عن الأمير مختار السيدة مي زيادة في كتاب سلمي الحفار الكزبري (مي زيادة وأعلام عصرها)، بيروت ١٩٨٢، ص ٤٨٣. وقد جاء في رسالة منها سنة ١٩٣٩ (١٦ مارس) إلى الأمير مختار وزوجته (ألا بورك فيكما، يا سليلي البطل العظيم (الأمير عبد القادر) وبورك في الدم الشريف الذي يجري في عروق الأسرة الجزائرية المبجلة!).